فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور00

فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور00
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 00
وبعد00
حيثما وليت وجهى في بعض المواقع الاسلامية او الفلسفية او التاريخية أتفاجأ بالحديث عن التصوف وعقيدته المزعومة بالحلول والاتحاد والوحدة المطلقة وكأن ذالك هو من المسلمات لدى الصوفية ، والعياذ بالله 00
وحتى نكون منصفين ، يجب الاعتراف دون تردد أن كثيرا من العبارات والأشعار والحكم المبعثرة هنا وهناك في ثنايا بعض كتب المتصوفة تشير الى ذالك الاعتقاد الفاسد، وأحيانا تؤكده مع الاسف الشديد.ومما يزيد الطين بلة ، هو أن بعض أنصاف العلماء وأدعياء التصوف وبعض العارفين المزيفين في العصر الحاضر يحلوا لهم التشدق بالعبارات المشبوهة والأشعار التي تشير الى الحلول والاتحاد ويزعمون صباح مساء انهم وصلوا الى كنه الله تعالى والى أسرار الذات والى سر اللاهوت والى أسرار الربوبية وأن كل الأمور اصبحت عندهم مكشوفة ،حتى ولو قامت القيامة الآن فلن يزيدهم الامر شيئا ، حسب تعبير بعضهم ، وأنهم هم فقط المخولون بالكلام والتصريح او التلميح بذاك لانهم اهل السلوك والعرفان والحكم والالهام والكشوفات وربما القراءة من اللوح المحفوظ، حسب أوهام بعضهم،والعياذ بالله تعالى00
00وهؤلاء هم كاذبون في هذه الدعاوى دون شك ، وقد سيطر عليهم الشيطان الرجيم بتلبيساته وأوهمهم أنهم مخصوصون وانهم أولياء الله الصالحون00 والحال غير ذالك دون شك, 00
ولكن الباحث المنصف والمسلم العاقل عليه ان يكون عادلا في حكمه وحكيما في رأيه ولا يأخذ الصالح بالطالح ، لأنه لا تزر وازرة وزر أخرى 0
وان المطلع على أمهات كتب التصوف الأسلامي مثل كتاب الاحياء للغزالي ورسالة ابي القاسم القشيرى وفتوح الغيب للشيخ عبد القادر الجيلاني وكتب الشيخ احمد الرفاعي وحقائق عن التصوف للشيخ عبد القادر عيسى وكتب خليفته الشيخ احمد جامي رضي الله عنهم اجمعين 00كلها تؤكد على اعتماد عقيدة اهل السنة والجماعة أي العقيدة الطحاوية الاشعرية الماتريدية بالاجمال ،وتتبني احد المذاهب الاسلامية الاربعة المشهورة ( الشافعية او الحنبلية او المالكية او الحنفية رضي الله عنهم )00وهم جميعا أكدوا تبرؤهم من عقيدة الحلول والاتحاد والوحدة المطلقة جملة وتفصيلا , وليس أمام المسلم العاقل والباحث المنصف الا أخذ كلامهم هذا مأخذ الجد، خاصة وأن سلوكهم وأعمالهم وكتاباتهم تؤكد ذالك ، واذا ما وجد خلاف ذالك فهو اما مدسوس او منحول و مكذوب أو اجتهاد خاطىء ،أوقد قيل في حالة جذب و فقدان للوعي، والذي يخرج عن الشريعة لا يمثل الا نفسه ، ويكون سيف الشريعة البتار بانتظاره بالدنيا كما حصل مع الحلاج وغيره ،وأمره الى الله تعالى في الاخرة00 ولكننا لا نكفر أحدا من المسلمين ،بل نحسن الظن بهم جميعا ، مع اشارتنا الى أماكن الخطأ والزلل بغية تصحيحها ، وان وجود أسماء كبيرة على مغلفات بعض الكتب الصوفية لن تعطيها الحصانة من النقد القوي ،فالعصمة فقط للقرءان الكريم وللسنة الشريفة 0ويخطىء تماما كل من يدعي ان الله والأكوان مثل الماء والثلجة ، أو أن الملك والملكوت والجبروت لهم لهم محل واحد أيالخالق هو عين المخلوق ، أو أن الملك والملكوت والجبروت مثل الولد والام والوالد ، أو أن الاكوان هي عين الذات أو أن الروح لها أصل جبروتي لاهوتي قديم أو ان الجبروت يفيض الى الملكوت والملكوت يفيض الى الملك والجميع يشكلون الجبروت أي العظمة الألهية ، لكن هذه الاحوال السامية والمقامات الرفيعة هي لأهل التذوق والعرفان فقط حسب تدجيل بعضهم من المعاصرين 0تعالى الله عن كل ذالك علوا كبيرا00
ويرجى الاطلاع كنموذج عن المواقع الاسلامية الصوفية الصحيحة على موقع الشيخ احمد جامي شيخ الطريقة القادرية الشاذلية او موقع ذو الفقار الهاشمى او موقع مفتي سوريا سماحة الشيخ احمد حسون او موقع الاستاذ محمد سعيد رمضان البوطي وسواهم ، حفظهم الله تعالى ، من المواقع الصوفية التي تلتزم بالشريعة الاسلامية التزاما كاملا000
والله اعلم00
00والحمد لله رب العالمين