التفسير الاشاري الرمزي الكشفي أخطر بدعة تواجه العقيدة الاسلامية

التفسير الاشاري الرمزي الكشفي أخطر بدعة تواجه العقيدة الاسلامية 00
بسم الله الرحمن الرحيم0
الحمد لله رب العالمين القائل (من عمل صالحا فلنفسه ومن اساء فعليها ثم الى ربكم ترجعون)
والصلاة والسلام على رسوله سيدنا محمد ابن عبد الله القائل ( تركت فيكم شيئين الكتاب والسنة لا يزيغ عنهما الا هالك ) او فيما قال صلى الله عليه وسلم 00 ورضي الله عن جميع الصحابة وال البيت وشيوخ التصوف والعلماء العاملين بالكتاب والسنة ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين 00
وبعد00
بداية ليكن معلوما ان افكار واجتهادات و الهامات الاولياء والعارفين - رضي الله عنهم - وكشوفاتهم الموافقة للكتاب الكريم والسنة المطهرة، هي خارج نطاق هذا البحث وليست هي المقصودة بهذه المقاربة المتواضعة00
وهذه المقالة تدعو الى توخي الحذر والحيطة وضرورة التقيد بالكتاب الكريم والسنة الشريفة ، ولا تدعوا الى تكفير احد من المسلمين او من شيوخ التصوف رضي الله عنهم اجمعين 00
قال الجنيد رضي الله عنه :علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة00
وقال ابو اسحاق الشاطبي رحمه الله :0((0ان السنة حجة على جميع الائمة وليس عمل احد حجة على السنة لان السنة معصومة000فالصوفية كغيرهم لم تثبت لهم العصمة ويجوز عليهم الخطأ والنسيان والمعصية كبيرها وصغيرها والبدعة محرمها ومكروهها 00وقال العلماء: كل كلام منه مقبول ومردود الا ما كان من النبي عليه افضل الصلاة والتسليم ))0انظرابن عجيبة شرح الحكم ص 94 ج 1 00
اقول:العقيدة الاسلامية واضحة و صريحة ، يقبلها العقل السليم ويستشعرها القلب والوجدان،وتؤيدها جميع مظاهر الكون وايات الله الكثيرة جدا المبثوثة فيه 00فالليل والنهار والشمس والقمر والجبال والنبات ونزول الامطار واحياء الاض بعد موتها وخلق الانسان من ذكر وانثى 00كل هذا وغيره يدل على وجود اله واحد احد حكيم قادر عليم قاهر عظيم 00ثم جاء القرءان الكريم باياته المحكمة فحدد مضمون عقيدة التوحيد الاسلامية بجلاء ووضوح 00انه الله 00((قل هو الله احد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد )).((لا تدركه الابصار)) و((ليس كمثله شيء)) ((وهو شديد المحال ))0لا تتصوره الافكار والظنون ولا الاوهام ولا الخيالات00وهو مباين لجميع مخلوقاته 00فليس كمثله شيء 00والمخلوقات جميعها هي أشياء حادثة وفانية ومحدودة ،والله هو الحي الباقي00وعقيدة اهل السنة والجماعة معروفة في هذا المجال00
ولقد مر بالتاريخ القديم والحديث على السواء من زعم انه( لا اله بالوجود 00او لا وجود للاله ، والاكوان هي مادة فقط قديمة وباقية ونشأت بالصدفة، ولا يهلك الناس الا الدهر 0)0لكن العلم الحديث قد نقد كل هذه النظريات الالحادية واثبت عكسها تماما ، واصبح وجود الاله من المسلمات والبدهيات 0
كما جاء من زعم ان الوجود كله هو عدمي او عبثي وخيال وظل مثل الفيلسوف الفرنسي سارتر والف كتابه (الوجود والعدم) وهذه النظرية سميت في حينها (النظرية الوجودية) في القرن الماضي ، أي انها انكرت وجود الاله وانكرت وجود العالم ،لكن العلم الحديث ايضا نقض كل مضمونها واثبت سخفها وخطأها 00
كما مر بالتاريخ القديم والحديث من زعم ان الله تعالى هو الموجود فقط 0وان هذه الأكوان والموجودات عدم محض او هي حقائق الهية تكثفت على شكل مادة00واستعمل تعابير اشارية ورموز خفية تشير الى اوهام وضلالات موجودة فقط في رؤوسهم السخيفة0وهذا هو الموضوع الذي اود القاء بعض الضوء عليه والتحذير من عواقبه الوخيمة على العقيدة الاسلامية00
فزعم بعضهم(( ان الخالق القديم الازلي هو روح و نور وجبروت ازلي قديم ،حسب تعبيرهم،وان هذا الجبروت الازلي قد انقسم الى قسمين ، قسم بقي قديما ازليا وهو الوجود الاصلى ، وقسم فاض ودخل الى عالم التكوين وصار اسمه عالم الملكوت ،وهذا العالم الملكوتي قد انقسم ايضا الى قسمين : القسم الاول هو الارواح والجن والملائكة ، والقسم الثاني صار مادة كثيفة كالاجرام والمجرات واجسام الانسان (هياكل واشباح الانسان ) ، وان الارواح التي سكنت الاجسام الانسانية قد اصبحت كثيفة فحجبت عن اصلها الالهي الجبروتي ، لكنها تبقى تحن اليه وتحن الى اصلها المزعوم , لذا كان الانسان حسب هذه النظرية يرجع بروحه وجسمه الى اصله الالهي القديم الذي تفرع منه الانسان00))0تعالى الله عن ذالك علوا كبيرا
00وانما حاولت نقل هذه النظرية الخرافية الاخيرة ببعض التفصيل للايضاح 0
وتعتمد هذه النظرية الاخيرة على على التفسيرالاشاري الكشفي للقرءان الكريم، الذي أراه هو انها أخطر بدعة تهدد العقيدة الاسلامية ، ويعتمد هذا التفسيرالاشاري على الهامات وكشوفات مزعومة لدى بعض الناس 00
واليكم بعض الامثلة :
فمنهم من زعم ان الاية الكريمة (الله نور السموات والارض ) تشير الى ان هذا الكون هو الله تعالى على شكل نور00ونسي ان هذه الاية الكريمة من المتشابهات ويجب تاويلها وفق الايات المحكمة، او تفويض معناها الى الله تعالى 00
ومنهم من زعم الاية ( ونفخت فيه من روحي ) تشيرالى ان روح الانسان هي جزء من نور الله او من روح الله تعالى ، وان كلمة ( من) هي تبعيضية
00ونسي ان الله تعالى هو ليس روح لان الروح مخلوقة ،وان حرف من هنا ليست تبعيضية بل حرف مضاف ، والاضافة هنا الى اسم الجلالة الله تعالى هي اضافة تشريف كما نقول عن بيت الله او كعبة الله تعالى 00
ومنهم من زعم ان الاية الكريمة ( انا شققنا الارض شقا ثم صببنا الماء صبا ) تشير الى وحدة الذات الالهيه بمعنى ان الله تعالى متحد مع الانسان او ان الله تعالى هو الانسان لان الانسان غير موجود اصلا بدليل هذه الاية00 حسب فهمه القاصر أو كشفه المزعوم0
ونسي ان الله تعالى خلق الانسان وما يعمل، (والله خلقكم وما تعملون )، وانه في العقيدة الاسلامية، يجب ان نعتقد ان الله هو الفاعل عقيدة وحقيقة واعتقادا وان الانسان هو الفاعل كسبا 0
ولكن قد نأكل ولا نشبع ،وقد نأخذ الدواء ولا نشفى، وقد تكون هناك نار ولا يحدث احراق كما حدث مع سيدنا موسى عليه السلام 0وهذا معنى الاعتقاد ان الفاعل هو الله تعالى وان الانسان له الكسب وتوجه الارادة00 لا غير00
ومنهم من زعم ان الاية الكريمة ( يد الله فوق ايديهم )تشير الى ان بعض الاولياء تتحد ايديهم مع ايدي الله تعالى او تصبح بمثابة يد الله تعالى وان لله تعالى اعضاء 00 0تعالى الله عن كل ذالك00
ونسي ان هذه الاية من المتشابهات فالله تعالى ليس كمثله شيء 0وليس له اعضاء 0
ومنهم من زعم ان الاية الكريمة( قل انظروا ماذا في السموات والارض ) تشير الى ان الله تعالى هو الموجود في السموات والارض او ان السموات والارض هي الله تعالى بصورة من الصور0 وهو مضمون توحيد الذات لديه 000تعالى الله عن كل ذالك0
والصحيح ان المقصود النظر الى ايات الله تعالى المبثوثة في السموات والارض 0والتي لا حصر لها ولا عد، وكلها تشير الى الله تعالى ولكنها ليست هي الله تعالى ولا جزءا منه على الاطلاق 0
ومنهم من زعم ان الاية الكريمة (اني جاعل في الارض خليفة) تشير الى ان الانسان هو خليفة الله في الارض ،وا ن الله يكمن في خليفته ويصبح الخليفة يتصرف بالكون مثل الله تعالى ،او ان للانسان اقنومين الاول انساني ناسوتي والثاني روحاني لاهوتي ، وعندما يتغلب الجانب اللاهوتي على الجانب الجسماني يصبح الانسان لا يرى الا نفسه ،وعندما تتحد نفسه مع الله تعالى فيصبح كانه الله تعالى،حسب شعوره واوهامه الخاصة به 00تعالى الله عن كل ذالك 00
وروي عن بعضهم انه قال :اذا نظرت الى الاشياء فانك لن تجد لها اية قيمة وهي هباء منثورا ،فرد عليه صاحبه مجيبا : اذا نظرت الى الاكوان والمخلوقات وجدت شيئا وهذا الشيء هو الذي ليس كمثله شيء00تعالى الله عن كل ذالك 0
وبعضهم زعم ان الحديث المشهور ( أعبد الله كأنك تراه ) فيه اشارة الى ان الانسان يرى الله جهرة وخاصة اذا حذفت كلمة كأنك واستبدلت بكلمة لأنك00تعالى الله عن كل ذالك 00
00وبعضهم زعم ان المقصود بالاية الكريمة ( اذا زلزلت الارض زلزالها واخرجت الارض اثقالها )هو العقل والنفس بالدنيا وليس بالاخرة ، وخاصة ان بعضهم قد قامت قيامتهم والامور عندهم مكشوفة تماما0ويرون كل شيء00والعياذ بالله ..
لانه يرى بعين راسه التي استولت عليها عين قلبه او بصيرته ،وان الناس قد انعدم وجودهم او محقوا باحدية ذات الله تعالى فلا وجود الا لله تعالى حتى الجنة والنار00لا وجود لهما، لان الخالق هو عين المخلوق 00تعالى الله عن كل ذالك 00
والعجيب ان عشرات الايات الكريمة تؤكد وجود مخلوقات وموجودات وعالمين ( الحمد لله رب العالمين 00الله خالق كل شيء)وصاحبنا وبواسطة التفاسير الاشارية يؤكد ان الاكوان معدومة وممحوقة باحدية الله تعالى حتى لا يصبح تزاحم بالمحل ،او ان الاكوان ان هي الا ظل ووهم، فاذا عاد الفرع الى الاصل ،ذهب الوهم وبقي الله تعالى وحده 00حسب تعبيره00
ونسي هذا المغفل ان الله تعالى ليس له محل ولا جهة وهو باق ازلي والمخلوقات حادثة فانية، فاين التزاحم بالمحل المزعوم 00
00كما نسي ان الله تعالى قد خلق المخلوقات من العدم ( هل اتي على الانسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا )فالمخلوقا ت جميعها ليست جزءا من الله تعالى ولا باي صورة من الصور ( لم يلد ولم يولد ) ( وجعلوا له من عباده جزءا ان الانسان لظلوم كفار )00
وزعم اخرون ان الاية الكريمة ( أءله مع الله تعالى الله عما يشركون ):
تشير وتوهم ان لا موجود معه ولا شيء معه( كان الله ولا شيء وبقي ولا شيء) 0 الحديث 00
ونسي صاحبنا ان هذه الاية الكريمة تنفي وجود اله اخر مع الله ولا تنفي وجود المخلوقات لان الله هو الذي خلقها وسخرها لنا وهي قائمة به تعالى00 وبقدرته وحكمته0
واما الحديث( كان الله ولا شيءمعه وهوالان على ما عليه كان ) 0يشير الى ان صفات الله تعالى لم تتغير00ولا يشير الى عدم وجود مخلوقات لله تعالى بل هي قائمة به وفقيرة له في كل لحظة 0ووجودها لا يناقض وجود الله تعالى 00
وزعم اخرون ان الفعل لا يصدر من غير صفة والصفة لا تفارق الموصوف فالفعل متحد والفاعل واحد والصفة متحدة والمتصف بها واحد، اذا هو دليل على ان الخالق هو عين المخلوق 00تعالى الله عن كل ذالك وعن كل هذه السفسطة العقيمة 0
وزعم اخرون انه تعالى للطفه سار في كل شيء ولنوريته ظهر في كل شيء ولاطلاقه واحاطته تكيف بكل شيء غير متقيد بذالك 00
اقول: اذا كان هذا المغفل ياخذ هذا الكلام على ظاهره فهو كلام مرسل وثرثرة كاذبة ،واذا كان يعني المجاز فكلام غير سديد لان الرب رب والعبد عبد والخلق غير الخالق والله رب العالمين ولا مجال للتمويه والمواربة فالله تعالى لم يلد ولم يولد وصفاته تعالى لا يشبهها شيء من صفات المخلوقين الا عند المجانين 00
وزعم اخرون ان( الله نور السموات والارض) تشير الى انه نور الاحسان يكشف به الله عن حقيقة ذاته فلا يرى الانسان شيئا الا رأى فيه صانعه بواسطة تجلياته 00
وزعم اخرون ان الاية ( وان الى ربك المنتهى ) تشير الى ان المطلوب هو الكشف عن توحيد الذات وانوار الصفات 00
وزعم اخرون ان الاية( فلا تعلم نفس ما اخفي لهم من قرة اعين جزاء بما كانوا يعملون )تشير ان الانسان اذا صفي قلبه يصبح حاكما على الوجود باسره وعالما بسر المتشابهات وحقائق المشكلات وتفتح له ميادين الغيوب00 حسب تعبيره00
ولكن اذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب بنص القرءان الكريم ( قل لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء ) فكيف يعقل ان هؤلاء القوم يعلمون الغيب بهذا الشكل ،ويتم تحويل الاية من وصف اهل الجنة بالجنة الى وصف المؤمنين بالدنيا 00
وزعم اخرون ان في الاية( سبحان الذي اسرى بعبده ليلا00)لم يقل نبيه اشارة الى ان كل مؤمن اذا صار عبدا لله يمكن ان يكون له نصيب من الاسراء ولكن بروحه0
والصحيح ان كلمة (عبده) بديعة جدا وهي تعني ان مقام العبودية هو اعلى مقام وأفضل مرتبة للرسول الاعظم، وحتى لا يطريه قومه ويؤلهوه كم اطرت النصارى نبيهم 0
وزعم اخرون الاية الكريكة ( انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ، لتؤمنوا بالله ورسوه وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وعشيا ) الفتح 9 انها تشير الى وجوب التسبيح باسم الرسول محمد ..وهذا خطأ عظيم ، لأن التسبيح لا يجوز الا باسم الله تعالى ولله تعالى ، واما الرسول محمد له من الله والملائكة والمؤمنين الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم0( ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)00
ومنهم من زعم ان الاية الكريمة( ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم )الفتح 10 انها تشير الى توحيد ذات الله تعالى مع ذات الرسول محمد او ان سيدنا محمد هو بالجسم محمد ابن عبد الله وبالحقيقة هو جزء من الله تعالى او هو جزء من نوره الازلي الجبروتي ومنه خلق كل شيء 00ويسمون ذالك بالحقيقة المحمديه00
واخرون يزعمون انه جالس على عرش الرحمن بجانب الله تعالى 00 والعياذ بالله تعالى 0ويتناسون قول الرسول صلى الله عليه وسلم لاصحابه : (لا تطروني كما اطرت النصارى نبيهم، انما انا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله 0) او فيما قال صلى الله عليه وسلم 00
الى غير ذالك من الامثلة الكثيرة عن التفسيرات الاشارية وخطرها على العقيدة الاسلامية الحقة ،والتي قد لا تتسع هذه العجالة لذكرها جميعا 0
والعجيب ان السخافات سالفة الذكر يحسبها بعض الناس اسرارا عظيمة الهية لاهوتية جبروتية وانها اسرار دينية عظيمة يجب عدم البوح بها ،بل يجب تناقلها بين معتنقيها بالاشارة وبالرموز لانها ذوقية كشفية لا يدركها العامة والغوغاء من البشر 00
والحقيقة ان تلك العقائد والاسرار المزعومة هي من تلبيسات الشيطان الرجيم ،وربما قد دخلت عقولهم لاسباب عديدة اهمها ما يلي :
1 – تاويلهم لايات القرءان المتشابهة او اخذها على ظاهرها 00وقد نهانا الله تعالى عن ذالك فقال تعالى في اول سورة ال عمران )هو الذي انزل عليك الكتاب منه ايات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات ،فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله وما يعلم تاويله الا الله ، والراسخون في العلم يقولون ءامنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب )7
2 – اعتماد البعض على الالهامات والكشوفات المزعومة وعدم عرضها على الكتاب والسنة ، اعتقادا منهم ان وحي الاولياء كوحي الانبياء ، لكنه متخصص بالحقائق وليس بالاحكام ، وهذا مسموح به00 حسب وهمهم ،والعياذ بالله00
3 – تاثر البعض بعقيدة التثليث اللاهوتية النصرانية وخلطهم لها مع عقيدة التوحيد الاسلامية، مستعملين نفس مصطلحات عقيدتهم النصرانية مثل اللاهوت والناسوت والجبروت والاب والابن والولد..والعياذ بالله 00
4 – تساهل البعض باعتماد الاحاديث الضعيفة او المرسلة او الموضوعة، واعتماد الاقوال والاشعار المنسوبة الى آل البيت- رضي الله عنهم - واغلبها من المرسلة او الموضوعة او المفتراة عنهم في موضوع العقيدة الاسلامية الذي يجب ان يكون المرجع فيه للكتاب والسنة الصحيحة فقط 00
ومن الجدير بالذكر ان عشرات الكتب والكشوفات والالهامات قيلت في شرح القول المأثور ( من عرف نفسه عرف ربه ) على انه حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ليس بحديث كما ذكر صاحب كتاب الدرر المنتثرة في الاحاديث اوالاقوال المشتهرة 0وما ذاك الا لأن الصوفية يحسنون الظن يتساهلون بالحديث الشريف ،كما ذكر ابن عجيبة رحمه الله تعالى في شرح الحكم العطائية 0
5 – الجهل بالكتاب والسنة المطهرة وعقيدة اهل السنة والجماعة التي اسسها ابو الحسن الاشعرى والامام الماتريدي رضي الله عنهما والتي نظمها الامام الامام الطحاوي رحمه الله تعالى 0
6 – الاعتقاد الخاطيء والخطير جدا ان القرءان الكريم والسنة لهما ظاهر وباطن ، ظاهر للعامة وباطن للخاصة00وان في الدين اسرار لا يمكن البوح بها الا لأهلها0 والعياذ بالله 0
والصحيح ان الكتاب الكريم والسنة المطهرة كالمحجة البيضاء ناصعة وواضحة وجلية ولا يزيغ عنها الا هالك ، كما روي بالمعنى عن الرسول صلى الله عليه وسلم 00
ولا داعي للتاكيد ان تكفير المسلمين او شيوخ المتصوفة لزلة باللسان او لخطأ بالاجتهاد حتى وان تكرر منهم ،هو سبيل الخاسرين الخائبين 0والعياذ بالله تعالى 00
كما ان هذه المقالة ليست حجة او سندا للطعن بالتصوف الاسلامي العظيم او اي واحد من العلماء المسلمين ، لان اكثر المتصوفة هم بريئون من هذه السخافات والخزعبلات ، وجميع شيوخ التصوف اكدوا على تمسكهم بالكتاب والسنة المطهرة ، فمن شذ فلا يمثل الا نفسه، والصوفيه منه براء ،الا ان تاب وتراجع عن اخطاءه 00وحسابه عند الله تعالى 0
لكن ورود هذه الاخطاء والتفسيرات الاشارية الخاطئة في بعض كتب القوم لن يمنعنا من الاشارة اليها وبقوة بغية تصحيحها لتكون مطابقة لعقيدة المسلمين وللتحذير مها 0وهذا ليس معادات لهم او اساءة ادب معهم – رضي الله عنهم – كما زعم بعض الجهال0

ومن المضحك المبكي ان يدعي بعض علماء هذا العصر ان ما سبق ذكره من تفسيرات اشارية خاطئة هو كلام الواصلين واهل الاختصاص ويجب الرجوع اليهم به وترك هذا الامر لهم 0
ونجيب بان ذالك خطأ مبين لأن الذي يتفلت من قيود الشريعة ولا يحترم الكتاب والسنة في اقواله وكتاباته ،فانه لم يعد ذو اهلية للحكم على الامور، ،بل الحكم لكتاب الله تعالى ولسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ،و لا داعي للتمويه والهروب من الحقيقة 0فالحكم والميزان هو الكتاب والسنة وهذا ليس للتنظير فقط ،بل للتطبيق العملي الفعلي، هكذا اوصى جميع شيوخ التصوف الكبار ومجموع علماء المسلمين رضي الله عنهم وارضاهم 00
مع ان الكثيرين من اصحاب التخبيصات السالفة الذكر لهم عشرات بل مئات الألاف من الكتابات المحترمة الموافقة للكتاب والسنة ولا غبار عليها ، لذا كان لزاما علينا ، ان ناخذ الشرعي والصحيح منهم ، ونترك لهم الافكار والعقائد التي لاتوافق الشرع الحنيف ،ونشير اليها صراحة للحذر منها ، لانها شريعة الله تعالى ولا مجال للمساومة عليها اوالتساهل فيها 000
والله اعلم 00
والحمد لله رب العالمين