المهدي في الاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
اما بعد..
فقد أجمع المسلمون - أهل السنة والجماعة – على أن من علامات قرب ظهور يوم القيامة هو ظهور رجل صالح يوافق اسمه واسم ابيه اسم واسم ابي رسول الله صلى الله عليه وسلم أي يكون اسمه محمد ابن عبد الله ..ومن نسل ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم - على الاغلب -، وقد اطلق اسم المهدى على هذا الرجل الصالح، وهو يأتي ناصرا للمسلمين على أعدائهم ، وينشر العدل ويحارب الظلم..، بل ويتوافق ذالك مع نزول سيدنا عيسى ابن مريم – عليه السلام - الذي يصلى مأموما خلف هذا المهدى الصالح بين بقية المسلمين ، وكلا هما يكسران الصليب ويحاربون اليهود والمشركين..والمهدي الدجال..
ولكن هذا المهدى الصالح لا يقوم بالخوارق والمعجزات بل يأتي متبعا وقائدا للمسلمين فهو لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع.... هذا خلاصة ما ورد في صحيحي البخاري ومسلم على الاجمال وفي بقية كتب الحديث بشيء من التفصيل ، ولم يرد ذكر ذالك في القرءان الكريم أبدا ، ولان الاحاديث الواردة بهذا الموضوع بلغت حد التواتر فقد عدها الفقهاء ملحقة بعقائد المسلمين اهل السنة والجماعة دون افراط
او تفريط.. ولسوف يخلق هذا المهدي قبيل يوم القيامة ولم يولد بعد..
ولكن الغريب ان يدعي اقوام انه قد ولد منذ اكثر من الف وثلاثمائة عام ولكنه يختبيء في أحد السردايب وينسبون له صفات تقترب من صفات الالوهية ..والعياذ بالله تعالى..
..والاغرب من ذالك ان يظهر بين الفينة والاخرى اناس كل منهم يدعي انه الامام المهدى المنتظر، ثم يقوم ببعض الاعمال غير اللائقة بالمسلمين ويدعي نزول الوحى اليه من الله وانه نبي اخر الزمان، ثم لا يلبث ان يبين زيفه وينفرط عقده ويصبح امره فرطا كالدجال القادياني وامثاله.
ومن آخر هؤلاء الدجالين ظهر احدهم على موقع بالانترنت بشكل ملتح ويتأبط سلاحا حديثا كالروسية ويقسم الايمان الغلاظ انه المهدي المنتظر الاعظم ، ويطالب جميع المسلمين واليهود و والنصارى باتباع تعاليمه وهذيانه العجيب..وبمحاججته بالقرءان فقط..
ثم يتهجم على سنة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بدعوى انها غير محفوظة وانها من وحي الشيطان الرجيم لانها تخالف محكم الايات القرءانية التي يفسرها حسب فهمه المنقوص وعقله القاصر المريب..
ثم يتهجم على صحابة الرسول محمد
صلى الله عليه وسلم ويتهمهم بالانحراف عن الدين القويم وعدم فهمهم للقرءان العظيم ، ثم يتهجم على مجموع الامة الاسلامية وينعتهم بانهم اشبه باليهود والنصارى لانهم لم يبالوا بدعواه الكاذبة وتعاليمه السمجة..
ثم يدعي انه جاء من عند الله مصدقا لما بين يديه من القرءان والانجيل والتوراة ويحاول تفسير الايات القرءانية حسب هواه وضلالاته السخيفة ويخاطب اهل الكتاب من المسلمين واليهود والنصارى.وكأن معه كتابا جديدا من عند الله تعالى بعد القرءان الكريم ويصبح المسلمين لديه فئة من أهل الكتاب ..
.ومن وحيه العجيب ان الصلاة هي خمسين صلاة ومع كل صلاة ركعتين فيصبح الجميع على عدد
اسماء الله الحسنى 99 اسما والاسم الاعظم هو فقط من يعرف سره العجيب – حسب تعبيره.
ومن عجايب وحيه المريب ان صلاة القصر في صلاتي الظهر والعصر هي ركعتين للامام فقط وركعة واحدة لبقية المأمومين .اي ان المسلم يصلي ركعة واحدة في صلاتي العصر والظهر قصرا..كما ان صلاة الفجر تقصر فتصبح ركعة واحدة فقط .. وهكذا...
واذا كان الاساس الذي بنى عليه دعوته هذا باطلا كما يتبين مما سبق ذكره ، فهو قد جاء لهداية المسلمين واليهود والنصارى الى الحق والحقيقة وحسب الناموس والعلم والمنطق..- حسب تعبيره ..واذا كان كل ما بني على باطل فهو باطل .فلا داعي للخوض في بقية تفاصيل دعاويه وتخريفاته واكاذيبه لانها تثيرالضحك والاشمئزاز وتضيع وقت المسلم ..فهو يخلط الحق بالباطل و يدس السم بالدسم، ويجعل من نفسه رسولا ونبيا بعد محمد صلى الله عليه وسلم مع انه يدعي شهادة لا اله الا الله محمد رسول الله. .بل ويدعي أنه يريد تخليص المسلمين من عبادة محمد صلى الله عليه وسلم، والحقيقة الناصعة ان المسلمين يعبدون الله تعالى ولا يعبدون سيدنا محمد بل يتبعون سنته صلى الله عليه وسلم..
ولقد حاول هذا الدعي الكذاب الاستفادة من تهجم البعض على مكانة وآثار الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وتهجم البعض الاخر على عقائد المسلمين بحجة انهم يعبدون القبور والمشايخ ويبالغون في حب الرسول صلى الله عليه وسلم ..
والحقيقة الناصعة ان هذا المهدى الكذاب وامثاله كالصرصور الذي ينطح جبلا لهدمه عبثا ، وكالنملة التي تشرب ماء البحر لتجفيفه.فالاسلا م باق والمسلمون متمسكون بدينهم الحق ،وكل من يطلع على كلام هذا الدجال المدعي للامامة وامثاله يكتشف انه كذاب اشر وكلامه كالسراب والزبد ولا يستحق حتى مجرد الرد على تفاصيل اكاذيبه ..واوهامه..لانها أوهى من خيط العنكبوت..
والله أعلم والحمد لله رب العالمين