خلق ابونا آدم عليه السلام من طين..

بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن تبعه ومن والاه 00 وبعد.
قال تعالى عن وحدانية الخالق وعمن كان شاهدا عندئذ: ) ما اشهدتهم خلق السموات والارض ولا خلق انفسهم وما كنت متخذ المضلين عضدا..)..( وكل شيء خلقناه بقدر وما امرنا الا واحدة كلمح البصر..) (انما قولنا لشيءاذا اردناه ان نقول له كن فيكون)00
وقال تعالى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم(قل لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء..).( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل .).( وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفان مت فهم الخالدون)) (قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي أنما الهكم اله واحد)00
وقال تعالى عن اصل الانسان:.( اني خالق بشرا من طين فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين.)..
بعد هذه المقدمة اقول :ان الله تعالى خلق سيدنا ادم عليه السلام من طين .. ثم نفخ فيه من روحه..اي نفخ فيه من روح مخلوقة .. من روح خلقها الله تعالى ..فالروح كالجسد كلاهما مخلوقان لله تعالى ..ويخطىء كثيرا من يظن ان الله تعالى قد نفخ فيه جزءا من روح الله بمعنى جزءا من الله تعالى..تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.فالها تعالى ليس روحا وليس جسما او عرضا او جوهرا او جزءا او مجموعة اجزاء. لانه ليس كمثله شيء .ويرجى مراجعة العقيدة الاسلامية و عقيدة السادة الصوفية الاشاعرة في هذا المجال...
ويخطىء من يتكلم عن كيفية خلق الله تعالى للانسان واين ومتى وان هذا من الذات وهذا من الصفات وذاك من نور الذات....واحسبه مغرورا جد من يتجرأ بالخوض في هذا الحديث الا بالاعتماد على اية محكمة او حديث صحيح لرسول الله صلى الله عليه وسلم..
واما الحديث عن كيفية الخلق بالاعتماد على التجليات او الكشوفات او على الفلسفات القديمة او على مصادر ما يسمى بالعهد القديم لليهود والنصارى..والذي يحوى خليطا ( كوكتيلا) من الاسرائيليات العجيبة ..فان ذالك الحديث هو شطط لا مبرر له على الاطلاق.وتجاوز للحدود الشرعية .وان وجود مثل هذه الاحاديث والحكايات المرسلة في بعض كتب المتصوفة الاوائل- رضي الله عنهم –لا يبرر ابدا اعادة بثها والحديث عنها ، بل يجب العمل على تمحيصها ودراستها لتكون مطابقة للكتاب والسنة.ونكل ما تشابه منها لله تعالى.. ولا نكررها كالببغاوات ..فالموضوع جد وليس بالهزل ..انه موضوع العقيدة يا سادة ..وعلينا التركيز على العقيدة الاسلامية عقيدة الاشاعرة الافاضل..حيث الروح والجسم من مخلوقات اله تعالى ..هكذا يجب ان تكون الامور واضحة وسهلة ورصينة وتتماشى مع العقل الاسلامي وتتذوقها الروح وتخشع لها النفس وتلين لها الجوارح..
وان فكرة وجود( علم لو يباح به لظن الناس اننا ممن يعبد الوثنا.) التي يهمس بها البعض ..ليست فكرة صائبة ابدا بل دخيلة على الاسلام الحنيف ...فعلوم التصوف واحوالهم متطابقة مع علوم الاسلام..لانها منه واليه .والصوفي الحقيقي ليس له كتاب معصوم الا كتاب الله تعالى وسنة المصطفى .. صلى الله عليه وسلم ..أي هو يعتقد بالايات القرءانية المحكمة ويطبقها .. ويؤمن بالايات المتشابهة ويسلم امرها الى الله تعالى ولا يسترسل في سبر اغوارها لانها سبيل المنافقين..وسنة سيدنا محمد صلى الهص عليه وسلم كافية لتوضيح ماهو ضروري من القرءان الكريم ..ومع اجتهاد العلماءالافاضل علماء التصوف .علماء الحقيقة والشريعة معا..يصبح كل شيء واضح ومكشوف ..بلا خزعبلات ولا اوهام ولا تخيلات ولا رؤى .
.واذا كانت الايات الكريمة المتشابهة لسنا مكلفين بالغوص في اعماقها بل نسلم بها كما هي ونوكل امرها لله تعالى ..افليس من الكياسة والحكمة ان نتجاوز عما تشابه من كلام القوم المتصوفة الاكارم وعن شطحاتهم المتجاوزة للحدود الشرعية..بل يجب ان نعامله كأنه لم يكن ،لان الله تعالى لن يحاسبنا عليه وعن مضمونه . بل عن اعمالنا وعن نياتنا وما قدمنا لانفسنا; ..
وان اجتهاد المسلم في تطبيق دينه واقباله على ذكر الله تعالى آناء الليل والنهار يعطيه نورا في هذه الحياة يمشي به على بصيرة وهداية من الهل تعالى ولا تختلط عليه الامور..والله الهادي الى سواء السبيل ..والله اعلم .... والحمد لله رب العالمين..