[center]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمدٍ وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين , وبعد.
http://saaeid.net/muhammed/sira/257-nascita.htmlولادة سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم
ولد صلى الله عليه سلم يوم الاثنين(1) في شهر ربيع الأول من عام الفيل قيل ثانيه وقيل ثالثه وقيل ثاني عشره وهذا هو المشهور عند الجمهور (2).
ويوم الأثنين يوم مبارك, فقد جاء عن الإمام احمد أنه قال ابن عباس: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ,واستنبى يوم الاثنين,وخرج مهاجراً من مكة إلى المدينة يوم الاثنين,وتوفى يوم الاثنين,ورفع الحجر يوم الاثنين, وقيل انه ولد مختوناً مسروراً ,أي مقطوع الختان , ومقطوع السرة.(3)
وليله مولده عليه الصلاة والسلام وقعت غجائب وغرائب:
فمنها إنتكاس كثير من الأصنام ليلتئذ لوجوهها وسقوطها من أماكنها.(4)
ومنها ظهور النور معه حتى أضاءت له قصور الشام حين ولد.(5)
ومنها إظطراب إيوان كسرى,وسقوط الشرفات, وخمود النيران ولم تخمد قبل ذلك بألف عام (6)
وغاضت بحيرة ساوة.(7)
ولما ولدته أمه أرسلت إلى جده عبد المطلب تبشره بحفيده، فجاء مستبشراً ودخل به الكعبة، ودعا الله وشكر له، واختار له اسم محمد (
***************************************
المراجع والهوامش
(1) روى الإمام أحمد ومسلم وأبو داود عن أبي قتادة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سئل عن يوم الاثنين فقال: (ذاك يوم ولدت فيه وأنزل عليّ فيه).
(2) قال الحافظ ابن حبان بن أحمد التميمي البستي رحمه الله في كتابه(كتاب السيرة النبوية وأخبار الخلفاء ) ص7 مانصه:
[ قال أبو حاتم : ولد النبي صلى الله عليه و سلم عام الفيل يوم الإثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول ]. انتهى
* وقال الإمام الحافظ ابن سيد الناس رحمه الله في كتابه (عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير) ج1ص38 ما نصه:
[ وولد سيدنا ونبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الاول عام الفيل قيل بعد الفيل بخمسين يوما]. انتهى
*وقال الإمام السهيلي رحمه الله في كتابه( الروض الأنف ) ج1 ص300 ما نصه: [ ـ ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ: قال حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام قال حدثنا زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق قال:ولد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الاثنين ، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول عام الفيل ].
والذي يظهر هنا أن الإمام السهيلي رحمه الله يُرجّح ما قاله ابن إسحاق رحمه لذكره له دون معارضة أو ذكر لمعارض.
*وقال الإمام محمد بن يوسف الصالحي رحمه الله في كتابه
(سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد )ج1 ص334 ـ 336 ما نصه:
[ قال ابن إسحاق رحمه الله تعالى: لاثنتي عشرة ليلة خلت منه ـ أي من ربيع الأول ـ ورواه ابن أبي شيبة في المصنف عن جابر وابن عباس. قال في الغرر: وهو الذي عليه العمل ]. انتهى
والذي يظهر هنا أن الإمام الصالحي رحمه الله يُرجّح ما قاله ابن إسحاق رحمه الله؛ إذ أنه ذكر قولَه أولاً ثم نقل قول صاحب ( الغرر ) الذي يقول: وهو الذي عليه العمل؛ وكأنه أراد تأكيد ما ذهب إليه ابن إسحاق وترجّح له. فتأمَّل
*وقال الإمام الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله في كتابه ( لطائف المعارف ) ص137 بعد ذكره إختلاف الأقوال ما نصه:
[ والمشهور الذي عليه الجمهور أنه ولد يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول، وهو قول ابن إسحاق وغيره ].انتهى
*وقال الإمام الفقيه أبي زكريا عماد الدين العامري رحمه الله المتوفى سنة893هـ في كتابه
(بهجة المحافل وبُغية الأماثل في تلخيص المعجزات والسير والشمائل )ج1ص51 بعد ذكره إختلاف الأقوال ما نصه:
[واتفقوا على أنه صلى الله عليه وآله وسلّم ولد يوم الإثنين. قال الأكثرون: في شهر ربيع الأول. ........، وقيل لثنتي عشرة وهو أشهرها .... ].
*وقال الإمام علي بن برهان الدين الحلبي رحمه الله في سيرته( السيرة الحلبية في سيرة الأمين المأمون؛ المُسمى بـ" إنسان العيون " ) ج1ص93 قبل ذكر الخلاف وترجيحه ما نصه:
[ وذكر الزبير بن بكار والحافظ ابن عساكر ...... وعن سعيد بن المسيب { ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إبهار النهار } أي وسطه { وكان ذلك اليوم لمضي اثنى عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول } أي وكان ذلك في فصل الربيع ...... قال: وحكى الإجماع عليه وعليه العمل الآن، أي في الأمصار خصوصاً أهل مكة في زيارتهم موضع مولده صلى الله عليه وسلم..] انتهى
*قال الإمام الحافظ ابن كثير رحمه الله في كتابه (السيرة النبوية)ج1ص304 مانصه:
[ عن جابر وابن عباس أنهما قالا : ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفيل يوم الاثنين الثانى عشر من شهر ربيع الاول وفيه بعث وفيه عرج به إلى السماء ، وفيه هاجر وفيه مات . وهذا هو المشهور عند الجمهور والله أعلم ].
إلى غير ذلك من الأقوال
(3) مسند أحمد رقم الحديث (2506)
"القول في انه صلى الله عليه وسلم ولد مختوناً: اختلف العلماء في مسألة ختانه صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أقوال
القول الأول:- أنه صلى الله عليه وسلم ولد مختوناً مسروراً وهو قول أبي الفرج بن الجوزي واختاره السيوطي في الخصائص
القول الثاني:- أنه صلى الله عليه وسلم ختن يوم أن شقت الملائكة صدره عند حليمة السعدية ( أخرجه الطبراني في الأوسط)
القول الثالث:- أن جده عبدالمطلب هو الذي ختنه وهذا الحديث ذكره ابن القيم في زاد المعاد ج1 ص18 و 17 وضعفه
وخلاصة القول :
الذين ينكرون ان سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم ولد مختوناً لا يستندون إلى خبر صحيح بل العكس فقد وردت عدة احاديث ساقها السيوطي منها ما أخرجه الطبراني في الأوسط والخطيب وابن عساكر عن انس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " من كر امتي على ربي اني ولدت مختوناً ولم ير تحد سواتي" وصححه الضياء في المختارة.
وقال الحاكم في المستدرك:" تواترت الأحاديث أنه صلى الله عليه وسلم ولد مختونا" (الخصائص الكبرى ج1 ص 90)
(4) انظر كتاب المعجزات الاحمدية لبديع الزمان سعيد النورسي
(5) وروى ابن سعد أن أم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قالت: لما ولدته خرج مني نور أضاءت له قصور الشام
الطبقات الكبرى (1/102).
وقد جاء في كتب السيرة صفة مولده صلى الله عليه وسلم، فقد ولد يتيما، وأن أمه رأت حين وضعته نورا خرج منها أضاء منه قصور بصرى من أرض الشام و روى ذلك ابن إسحاق وقال ابن كثير هذا إسناد جيد قوي.
(6) فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى، وخمدت النار التي يعبدها المجوس، وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت روى ذلك البيهقي.
دلائل النبوة (1/126).)
وقد درج البعض في زماننا هذا أن أي حديث فيه فضيلة لسيدنا النبي صلى الله عليه وسلم او خصوصية به أو كرامة يسارعون غلى إنكاره والطعن فيه دون تثبت أو رجوع إى كتب العلم وأقوال العلماء.
(7) هى بحيرة في همذان وقم في بلاد فارس على جادة حجاج خراسان وهى بحيرة كبيرة أكثر من ستة فراسخ في الطول والعرض وكانت تركب فيها السفن ويسافر إلى ما حولها من البلدان.
أنظر تقويم البلدان لأبي الفداء
(
ابن هشام (1/184-185).
ـــــــــــــــ(ــــــ