.. بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى لرسوله الاعظم محمد
قل لو كنت اعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء.)..وقال ( وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل).وقال( قل انما انا بشر مثلكم يوحى الي انما الهكم اله واحد..)...
واكد الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى في مقدمة كتابه فتوح الغيب : ان عقيدته هي عقيدة اهل السنة والجماعة وان مذهبه هو تبع للمذاهب الاسلامية الاربعة المعروفة..ووفق ذالك..فهو يعتقد رضي الله عنه انه عبد لله تعالى .اي انه لا يضر ولا ينفع ولا يعطي ولا يمنع ولا يحيي ولا يميت..الى اخر عقيدة اهل السنة والجماعة..المعروفة..
ذكرت ذالك كيلا يظن اننا نقدس او نؤله احدا من مشايخ التصوف..ولا زلت افضل غض الطرف بل تجاوز شطحاته رضي الله عنه ..فلا يحيي ولا يميت ولا يطفىء النار ولا يفتح الجنان الا الله تعالى .ويا حبذا لو نركز على وصاياه المذكورة في كتابه فتوح الغيب والتي خلاصتها الحض على اتباع الرسول في كل شيء .. بدلا من التركيز على شطحاته التي قد يساء فهمها..ولا تفيد المسلمين الان في شيء بنشرها على صفحات الانترنت
و انا اتسائل لماذا نركز على الشطحات والعبارات الحمالة لمعاني مختلفة من كلام الشيخ عبد القادر الجيلاني ونترك الكلام المحكم والموزون والمطابق للشريعة في ظاهره ودون الحاجة للتأويل والتمحيص..
وهذه نبذه من كلام محكم للشيخ عبد القادر الجيلاني .. رضي الله عنه :
قال في كتاب فتوح الغيب طباعة دار الالباب ..الصفحة 126:
الحمد لله الذي كيف الكيف وتنزه عن الكيفية واين الاين وتعزز عن الاينية،ووجد في كل شيء وتنزه عن الظرفية،وحضر عند كل شيء وتعالى عن العندية،فهو اول كل شيء وليس له اخرية.سبحانه وتعالى لا يسبق بقبلية ولايلحق ببعدية ولايقاس بمثلية ولا يقرن بشكلية ولا يعاب بزوجية ولايعرف بجسمية.
...الى ان يقول:
:وعقيدتي سنية على اصول مذاهب الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية..
ويقول رضي الله عنه في الصفحة 158:
تقدس ربي عن حلول بقدسه
وحاشاهما بالاتحاد بواقع
ومهما تجد الروح جسما فانها
لتصوير ذاك الجسم في الصور تابع
فمن سبقت لله منه عناية
فغير مكوث في التراب يسارع
فان روفقت بالتزكيات رقت به
الى المركز العالي الذي هو رافع
وان نزول الجسم للخلق في الثرى
سواء فما من بعد ذاك تنازع.
ويقول في الصفحة 162:
فمالي في الاحياء ان عشت صاحب
ومالي حقا اذ اموت مشائع
ولا لي ان حدثتهن محادث
ولا اذ دهاني الخطب فيهم مدافع
كأن لم اكن في الحي ارفع اهله
مكانا وقدري في المكانة رافع
ذللت الى ان خلت اني لم ازل
اذل لهم قدرا فها أنذا خاضع..
...........
.........
واني على تنزيه ربي لقائل
باوصافه عني فحقي صادع.
............
اذا ضاق حالي اشتكيت لخالقي
قدير على تيسير كل عسير
ايظلمني دهري وانت وسيلتي
واشكو من الاسوأ وانت مجيري
........
ولا حامي المملوك الا اميره
فها انا مملوك وانت اميري
...
ولما دهاني الحال واشتد خطبه
شكوت الى رحماك يا رب من ضر
فمن ذا الذي ارجو سواك لفاقتي
وضعفي تداركني بلطفك في الامر .
.انتهى نقل ابيات الشيخ الجيلاني.
اقول : نحن بحاجة اكثر من اي وقت مضى لابراز ان جميع مشايخ الصوفية الاكارم..ومنهم الشيخ الجيلاني كانوا عبادا كراما طائعين لله تعالى..لا يتكبرون على عباد الله تعالى ..ولا يدعون الالوهية مع الله تعالى ..فالمعطي والنافع والضار والشافي حقيقة هو الله تعالى .. ومن يدعي الالوهية مع الله تعالى فمصيره جهنم وبئس المصير..وجميع مشايخ الصوفية كانوا يؤكدون انهم عباد لله تعالى ..وان عقيدتهم هي عقيدة اهل السنةالجماعة .
..واذا كانت كراماتهم ثابتة لا ينكرها عاقل..فان الاستقامة على شرع الله هي عين الكرامة..وهذا ما صرح به جميعهم .وهذا ما نحن بحاجة لتأكيده -اكثر من اي وقت مضى - بالعصر الحاضر..
والله اعلم والحمد لله رب العالمين.