في رحاب بعض مصطلحات الصوفية رضي الله عنهم:

في رحاب بعض مصطلحات الصوفية رضي الله عنهم:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين..
اللهم صلى على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق والخاتم لما لما سبق ناصر الحق بالحق والهادي الى صراطك المستقيم وعلى آله حق قدره ومقداره العظيم..
اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد..
لقد ظهرت مصطلحات كثيرة بعد عصر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مثل النحو والصرف والمنطق والفلسفة والتصوف ..ولا مشاحة بالمصطلح طالما ان معناه لا يتناقض مع الشريعة الغراء..وقد درج المسلمون على استعمال هذه المصطلحات .ولكل منها مصطلحات ثانوية في داخلها..واود في هذه العجالة ان القي الضوء عل بعض مصطلحات التصوف .التي اكثر شيوخ التصوف من استخدامها..والتي يستخدمها المتصوفة السالكون دون أي عناء وبالسليقة ..لانها عقلية او ذوقية مجربة وبعد سلوك عملي للتصوف الاسلامي .وغير المتصوفة يستطيعون بعد فهمها التقرب اكثر من التصوف والعيش الى حد ما مع أهله فيما يشعرون به .
نعم ان القرءان هو مشكاة يطلع منها المسلم على بعض اسرار غيبه تعالى ..
نعم ان العلوم ثلاثة : ظاهر وهو علم العبودية ..
وعلم الاذواق وهو علم الفناء والبقاء والسكر والصحو والجمع والفرق وهذا العلم لا يؤدى بالعبارة وانما يرمز له بالاشارة لانه ذوقي لا علمي .ولكن يجبعرضه على الكتاب والسنة ،حتى لا نقع بالمخالفات الشرعية.
نعم من تشرع ولم يتصوف فقد تفسق لان اعماله اشباح بلا ارواح.
ومن تصوف ولم يتشرع فقد تزندق لانه تصير حقيقته عريانة بلا كسوة فيقتل عليها .
و صحيح ان اتفاق الناس كلهم على الحق خلاف الحكمة ( ولو شاء الله لجعل الناس امة واحدة ولا يزالون مختلفين الا من رحم ربك ولذالك خلقهم ) قيل للاختلاف وقيل للرحمة وهو الاصوب..
وسئل النورى عن ابن عربي الحاتمي فقال :الكلام كلام صوفي وتلك امة قد خلت لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت
ان المعارف هي العلوم.
والاسرار هي الاذواق.. فمن رأها وذاقها يقال له عارف .ومن لمن يصل لهذا المقام وكان من اهل الدليل يقال له عالم .
ان العالم من اهل اليمين من اهل الفرق من قول اياك نعبد وهو يدل على المحافظة الصلوات .كما قال ابن عجيبة.
والعارف هو من المقربين من اهل الجمع من اهل واياك نستعين وهو يدل على ذكر الله مع الانفاس.
انا نقول ان العالم يعرفك باحكام الله.. وان العارف يعرفك على العلم بالله وبصفاته قلبيا وروحيا..
ان الحروف والرسوم والاشكال يرمز الى صور الاكوان الحسية.
ان المعنى هو المعقول .
وان المعاني اللطيفة في شكل الرسوم كالدر في الصدف
- ان المعاني التي ضرب التي ضرب بها الله الامثال انما هي امور عقلية يدركها العقل ويقرها كل العلماء ولا ينكرها احد ( انزل من السماء ماء فسالت اودية بقدرها )( ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء ..) وهذا يؤدي الى ان الامر على قسمين :
2 – قسم يدرك بالحس لانه حسي .

2 – قسم يدرك بالعقل والروح لانه معنوى ....
- هناك تقسيمات لطيفة وهي واحدة عند التحقيق الصوفي وهي :
ان الروح هي اللطيفة النورانية التي لها تطورات :
1 – النفس : فحد ادراكها زينة ظاهر الكون اغترارا بمتعة ظاهرة عابرة..
2 - العقل : فحد ادراكه افتقار الصنعة الى صانعها ويعرف بصفات الصانع .
3 - القلب : حد ادراكه تعشقه وتوجهه الى خالقه بترك الاغيار وطلب الانوار من وراء حجاب .
4- الروح : حد ادراكها مواجهة الأنوار والشوق الى خالقها والفناء في ذكره..
5 – السر : قريبة المعنى من الروح.ولكن كلا الروح والسر من مخلوقات الله تعالى ، ومن الحوادث، وغير ذالك هو شطط وشطحات غير معتبرة..

.
وعندما يغيب الصوفي عن مادة حسه ونفسه فيتحقق ويتحصل على نور توحيد الافعال ثم توحيد الصفات ثم توحيد الذات أي يتحقق ان الله تعالى احد فرد صمد قلبيا وروحيا...
- ان العالم الجسماني هو محل ظهور حكمة الحكيم ومحل ظهور اثار تصرفات الاسماء والصفات ومحل ظهور العبودية ..فاذ غاب بالانسان عنها ظهرت له انوار الملكوت الذي خلقه الله تعالى .
- الحس : كل ما يدركه البصر من الاجسام الكثيفة .
المعنى : ما يدرك بالبصيرة من المعاني اللطيفة القائمة بالاجسام .مثل معاني الصفات والخشوع لله تعالى واستشعار عظمته وحكمته ورحمته ولطفه واياته المبثوثة في ثنايا الكون الواسع الفسيح.
- . الروح لطيفة نورانية قائمة بالبدن وهي من قبيل المعاني ..
- ان القلب كمرآة لها وجهان ظاهرها كثيف وباطنها لطيف مضيء ..فلو قابلها من الكائنات أي شيء ارته ممثلا فيها مع صغر حجمها وكبر المرئي من غير حلول فيها ولا اتصال بها ولا تحيز في شيء منها أي ان القلب يستشعر عظمة الله تعالى كما في الصلاة وقراءة القرءان او اثناء ذكر الله تعالى وبدون أي تحيز او اين او كيف ،فالله تعالى ذات بلا مثل أي ليس كمثله شيء، وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذالك00
- ان الصلاة من الله على سيدنا محمد هي محبة وعطف وتقريب واجتباء.. والسلام على سيدنا محمد هو طيب تحية واكرام وتمام احسان وانعام
- النور : المعنى
- الظلمة : الحس
- الكون : مخلوق لله تعالى ويدل عليه وهو محل أياته وآثار رحمته ..
- الاجسام او الاشباح الادمية هي موضوعات والروح قائمة بها
- الخمرة الازلية : هي اصطلاح صوفي يشير الى الحضرة القدسية أي الله تعالى واحيانا يشير لديهم الى عظمة الله تعالى 00
ولكني أرى انه اصطلاح غير موفق والاولى الاعراض عنه 00وعدم تكراره على الاقل00
- وكذالك الامر بالنسبة للناسوت واللاهوت فانها مصطلحات غير موفقة وهي مقتبسة من العقيدة النصرانية والأولى الابتعاد عنها وعدم تكرارها بشكل أعمى ..و يجب عدم الخلط بين الله تعالى وبين الروح ، فالله تعالى هو خالق والروح مخلوقة حادثة .فانتبه اخي المسلم ..
- وبالخلاصة فان الموجود اثنان:
- الله تعالى : وجوده قديم ازلي ابدي قائم بذاته ليس كمثله شيء لا تدركه الاوهام ولا تكيفه الفهوم والعقول احد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد.لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار 00
- سائر المخلوقات والاشياء : من عالم لطيف كالروح والنور والهواء والملائكة .وعالم كثيف كالاجرام والمجرات والانسان والحيوان والنبات وسائر المخلوقات والجنة والنار وهي حادثة ..مخلوقة لله تعالى ..خلقها الله تعالى من العدم ..(انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون )يسن 83
(الله خالق كل شيء)00
والله اعلم 0والحمد لله رب العالمين