لا اسرار بالتصوف ولا كهنوت بالاسلام
بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله رب العالمين وافضل الصلاة على سيدنا محمد ..عبد الله ورسوله..وبعد..
من الاخر اقول : لا أسرار بالتصوف الاسلامي ..ولا كهنوت بالاسلام العظيم..
فالتصوف الاسلامي هو التطبيق العملي للاسلام العظيم..اي للكتاب الكريم وللسنة المطهرة ..اي ايمان واسلام واحسان..واذا كان التصوف يركز على مقام الاحسان فانه لا يهمل ابدا الايمان ولا الاسلام..اي هو شريعة وحقيقة معا..وهذا مذكور في مقدمات امهات كتبهم كرسالة القشيرى واحياءعلوم الدين للامام الغزالي وفتوح الغيب للشيخ عبد القادر الجيلاني وكتاب حقائق عن التصوف لفضلية الشيخ عبد القادر عيسى .. رحمهم الله تعالى ومؤلفات الشيخ احمد جامي ،رضي الله عنهم اجمعين..
وبالتالي فليس هناك اسرار ولا اشياء موهومة يجب كتمانها بالتصوف..وحتى الكلام في الكشوفات والتجليات يستطيع المتصوف - عند الضرورة -التعبيرعنها بتعابير شرعية معقولة .. والا يكون النقص والعجز منه ..وليس منهما..والشرع الحنيف هوالمقياس والضابط لهذه الامور.وليس صحيحا ان المتصوفة يعتقدون بالحلول والاتحاد سرا ..او ان روح الانسان هي جزء من روح الله ولكنهم يخفون ذالك عن العامة. تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
لان الله تعالى ليس هو روحا لان الروح مخلوقة مثل الجسم والهواء.والله ليس كمثله شيء .والصوفية لا يقولون بذالك الهراء ابدا لا سرا ولا علنا....
وليس صحيحا ان الحلاج قد باح بالسر المصون فتم قتله..فلا اسرا ر مخفية بالتصوف..وانما الذي يخالف الشرع الحنيف بكلامه فانه يحاسب بالدنيا على تصريحه واقراره..واما عند الله فهو اعلم به..ونظن خيرا بالمسلمين ولا نكفر احدا ابدا..لشبهة او شطحة او عبارة قالها في حالة خاصة به ..وقد قتل الحلاج مظلوما مثل ابن عربي رضي الله عنهما..ومع ذلك فتلك امة قد خلت..ونأخذ العبرة منها ليس أكثر للمستقبل...
كذلك الامر فان الكهنوت غير موجود بالاسلام..اي ان الشيخ او العارف او المرشد هو مسلم وارث لرسول الله صلى الله عليه وسلم في ارشاد العباد الى عبادة الله تعالى والى التحقق بمقام الاحسان بعد تزكية نفوسهم ومساعدتهم لتطبيق شرع الله تعالى ..لكنه لا يستطيع ادخال احدا الجنة .ولا يضمن لهم عدم دخول النار ابدا..ولا هو من يغفر الذنوب..اي انه لا يملك صكوك غفران ابدا للبيع او للهبة...
بل حتى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان يقول لابنته فاطمة
يا فاطمة اتق الله فاني لا اغني عنك من الله شيئا.). او فيما قال..فما بالكم بمن هو دون رسول الله علما ومقاما وتقوى...وان التوبة بالاسلام تكون من العبد الى حضرة الله مباشرة والله تعالى هو الذي يغفر الذنوب ،ان شاء.وهو الذي يقبل التوبة لمن يشاء .ولكن استغفار الرسول محمد للمؤمن واستغفار المؤمن لله تعالى عند رسول الله ..يكون مجلبة لقبول الله تعالى لتوبة ذلك العبد المستغفر..كما ان الشفاعة عند الله لا تكون الا لمن يأذن الله له بالشفاعة....والله تعالى هو الذي يقبل الشفاعة..والشيخ كلما علا مقامه عند الله زاد عبودية لله تعالى وخوفا من الله تعالى..ولا يكون شريكا لله تعالى بالعبودية باي وجه من الوجوه.. اذ لا يضر ولا ينفع ..ولا يعطي ولا يمنع الا الله تعالى ..وهذا من معاني شهادة ان لا اله الا الله.ومن اولويات مبادىء العقيدة الاسلامية...
لذلك فلتخسأ الالسنة الكاذبة التي تشيع ان في التصوف اسرار كاسرار اليهود.. خطيرة وغير شرعية .وان في الاسلام كهنوت ورجال دين يتحكمون مثل الأحبار والرهبان لدي بعض الاديان الاخرى .
...والله اعلم ..والحمد لله رب العالمين.