العلمانية والاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم
نعم ان الاسلام هو دين العلم والعقل ..دين القراءة والكتابة.دين التفكر والتأمل في ملكوت السموات والارض..ولكنه ايضا دين العمل والحياة...دين الايمان والعمل الصالح..فالايمان بالقلب والعمل الصالح باليد والبدن وبالحياة الدنيا.
.لذالك كانت كل الايات تقريبا تدعو الانسان الى الايمان والعمل الصالح..واذا كان بعض الفلسفات الشرقية والغربية تنحصر بالتأمل والقلب فقط..فان الاسلام هو دين القلب والعقل والعمل الصالح بالحياة..هذه هي الحقيقة التي لا مناص عنها لكل باحث محايد و.بموضوعية .واما اختلاف الفقهاء والعلماء فهو كان بالفروع وليس بالاصول..وهذه ميزة حسنة تحسب للاسلام وليس معيبة او منقصة ابدا..
فالاصول ثابتة بالكتاب والسنة الشريفة..كعقيدة التوحيد وخاتمية الرسول محمد وفرائض الاسلام وقواعده..لا خلاف عليها ..واما كيفية تطبيق هذه الشعيرة او تلك ..وكيفية ممارسة هذه العبادة او تلك..وما هو حكم هذا الموضوع المستجد او ذاك فهذا هو محل الاجتهاد واعمال العقل والاختلاف فيه هو نوع من الاثراء والتنوع المحمود.
والعلمانية موضوع كبير وشائك ويتحمل تفاسير واسعة وتختلف من مكان لاخر..فالعلمانية الفرنسية ليست كالعلمانية الامريكية وليست كالعلمانية الروسية.والتي نشأت غالبا كرد فعل على السلطات الكنسية التي كانت قائمة حينئذ...وكل هذا ليس كالعلمانيات العربية .المنوعة .ولكن ليس كل علمانية هي كفر والحاد ابدا..وانما الاعمال بالنيات ولكل امرىء ما نوى ..والامر ليس سواء ابدا ..وبعض العلمانيين العرب كانوا متدينين ..سابقا والان .
ونا ادعو كل العلمانيين لاعادة النظر بدينهم الاسلامي العظيم ةالانخراط فيه والعودة الحميدة اليه ...ونحن قوم اعزنا الله بالاسلام وهما ابتغينا العزة بغير الاسلام اذلنا الله تعالى .والتاريخ شاهد..
واما التطرف والتشدد فهو ظاهرة قبيحة ودخيلة ووافدة على المجتمعات الاسلامية والعربية عموما..وكل الديانات السماوية تدعو الى المحبة والتسامح والوئام..ولا اكراه بالدين..ولكل ان يدعو لما يعتقده صوابا بالحكمة والموعظة الحسنة..
ولكن ليس من اجل التخلص من التطرف والتشدد نلجأ الى محو الاديان او حبسها في القلوب.او في أي قمقم اخر .فهذا غير ممكن وغير مجدي..فالحل هو باشاعة جو من الحرية وبث روح المحبة والتسامح وقبول الطرف الاخر واحترامه رغم المغايرة بالفكر والسلوك..وكما قال احد الفلاسفة الفرنسيين :يمكن ان اختلف معك بالرأي..ولكن سوف ادافع عن رأيك حتى النهاية..
ومعروف ان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مات ودرعه كانت مرهونة عند يهودي..اي كان هناك معاملة بينهما ..ولم يكن هنال قطيعة ابدا.
وعلى مر التاريخ عاش معتنقوا الديانات الثلاث هنا في محبة ومودة ووئام
وقد اشتهر المتصوفة المسلمون بانهم يدعون الى الله تعالى بالحكمة والموعظةالحسنة وبتقديم القدوة الصالحة والانسان النموذج ..وتجارهم هم من نشر الاسلام في اصقاع المعمورة...
.وبهذه الروح المتسامحة تتقدم الامم وتسموا الحياة.... .
والله اعلم والحمد لله رب العالمين