ان وراثة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ليست محصورة في شيخ بعينه فقط او في طريقة بعينها فقط
بسم الله الرحمن الرحيم..
الحمد لله رب العالمين ..والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين وبعد..
لقد انزل الله تعالى القرءان الكريم باللغة العربية..لعلنا نتذكر ونفهم ونعقل ..واذا كان النبي محمد بن عبد الله اميا ولا يقرأ..فقد كان قومه عباقرة باللغة العربية وفنونها وصنعتها وادابها واشعارها..وهنا كانت وكمنت المعجزة الخالدة ..معجزة القرءان الكريم.. معجزة خالدة الى يوم الدين..ولم يستطع احد ان يأت بسورة او بضع ايات او أية تشابه القرءان الكريم وعلى مر العصور..رغم المحاولات الكثيرة والتي بائت جميعها بالفشل الذريع..
وأما غير الرسول محمد..اي أتباعه ..من المسلمين..وخاصة ممن يدعون انهم وراثه وخلفاؤه .. وخاصة اذا كانوا من غير العرب ..فعليهم تعلم اللغة العربية وأدابها..والتعمق في فنونها..وعلومها ..وخاصة من يحاولون شرح القرءان الكريم..او استنباط الاحكام ومعرفة الحلال والحرام وتفاصيل العقيدة الاسلامية..المنثورة في ثنايا القرءان الكريم.
ولقد جاء بالعصر الحاضر من يتصدى - في شمال العراق مثلا - لوراثة الرسول لاعظم صلى الله عليه وسلم – حسب دعواه –وهو لا يفرق بين عبارة (صلى عليه) و(صلى له )ويحسبهم سواء..ولا يفرق بين حرف( في )وحرف (عن)..ورحم الله تعالى من عاش من علماء اللغة سابقا حتى عمر الثمانين ثم صرح قبل موته انه قارب الموت وفي نفسه شيء من (حتى).اي انه لم يفهم كل معانيها خلال كل عمره الطويل..
بينما جاء الان من يشرح ايات القرءان الكريم كالاتي
))
:قال تعالى : ] وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [( ). ويتبين من سياق هذه الآية الشريفة إن لكل زمان إمامه وخليفته فهو المرجع الأعلى لقضاء الحاجات وجميع الخيرات
2- وان كلمة الداعي في الآية تعني نائب الرسول وعن طريقه تتحقق الدرجات والمراتب الروحية لعباد الله الذين توفرت فيهم صفات العبودية : ] ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي [( ). فهو وحيد دهره وباب رحمة الله ورسوله.)))
ثم انه استنبط حكما او نتيجة خطيرة جدا مفادها ان وراثة رسول الله – وبناء على شرحه السابق للاية الكريمة - هي محصورة في نسل رسول الله صلى الله عليه وسلم ..وان هذا النسل الكريم هو محصور في عائلته -العائلة الكردية الكريمة...لذالك يأتي كل يوم الالاف المؤلفة ليقبلوا رجليه..ويطلبوا البركة..منهما..ومن خلالهما.
ومن ابداعاته وكشوفاته قدس الله سره ( أي طهرها من الادران والاوزار والدنس ) تحليل شرب الدخان وحلق اللحية للعلماء وان التسبيح باسم محمد كالتسبيح باسم الله تعالى..
وغير التقويم الهجرى المعروف واستبدله بالتقويم بميلاد الرسول..
وانا من عادتي حسن الظن بالمسلمين عامة وبالعلماء خاصة..واظن ان سبب كل هذه التخبيصات والاوهام والشعوذات هي لعدم استيعابه للغة العربية ولو بالحد الادني المطلوب شرعا ..وخاصة ممن يتصدى للوراثة والارشاد واستنباط الاحكام من القرءان الكريم..
انني اقول:
ان كل ابن أدم خطاء..وخير الخطائين التوابون..والرجوع عن الخطأ فضيلة..وان لله مع الجماعة..وان اهل السنة والجماعة من المسلمين – وخاصة مشايخ التصوف الاسلامي العظيم - قد اعتمدوا العقيدة الطحاوية الاشعرية.
واتبعوا المذاهب الاسلامية الاربعة الرئيسية الشافعية والحنفية والمالكية والحنبلية..
ولا مناص لمشايخ التصوف الاسلامي الا تعلم اللغة العربية جيدا..و التقيد بعقيدة اهل السنة والجماعة والشريعة الغراء..ويجب على أتباع جميع الطرق الصوفية المسلمين..تشغيل عقولهم وعدم تعطيلها..فان وجدوا ان فضيلة شيخهم قد شط او انحرف عن جادة الصواب ولم يلتزم بالشريعة الغراء فعليهم واجب تقديم النصح ..والنصيحة واجبة لجميع المسلمين..والمعصوم هو واحد فقط..الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم..
ومن سواه فهو يخطىء ويصيب..وقد لا يصر على الخطأ..واذا ذكر الله تعالى ..استغفر وأناب.هذه هي الحقيقة يا اخوتي الاعزاء.
فالتصوف الاسلامي هو شريعة وحقيقة..ولا اسرار فيه ولا كهنوت في الاسلام.
وان ادعاء أي شيخ او طريقة صوفية انهم هم فقط الواصلون والموصولون ..وان شيخهم فقط هو المعتمد من رسول الله صلى الله عليه وسلم ..وان غيره من الطرق والمشايخ هم لا شيء وعليهم مبايعته..وان دليله هو كشفه او مكالمته لله او للرسول..ان من يدعي ذالك هو يهذي ويخرف ويدجل ويتخذ من التصوف صنعة دنيوية ومهنة ..لا غير ..وهذا في احسن الاحوال..لان رحمة الله واسعة ..والعلماء المحققون كثر وعلى امتداد العالم الاسلامي والحمد لله..
.وكل الطرق الصوفية الكريمة التي تلتزم بالشريعة والحقيقة فيها الخير والرشاد ..وكلهم من رسول الله مقتبس..ومن يدعي انه الان هو فقط وحيد زمانه ..فانه مغرور ..ولا يؤخذ بكلامه ابدا..
والله اعلم ..والحمد لله رب العالمين