أين ذهبت يا أخي؟؟

أين ذهبت يا أخي؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم

قالوا لي ان اخاك طريف قد مات اثر جلطة قلبية حادة في أقبو بالجزائر. في 5/1/2013م.لم اصدق أبدا ذالك..فقد كان بالأمس القريب يخابرني ويقول انه تعافى مما كان يشكو منه وانه عائد الى الوطن الأم..الى أولاده الصغار ابناء السابعة والخامسة من العمر.عائد الى ربوع بلده والى اطراف نهر العاصي والى البساتين التي كان يعشقها والى اصدقائه الذين ما غادروا مخيلته أبدا..
وبالعودة الى الوراء قليلا..فقد كنت نعم الاخ ونعم الصديق .فلقد تعهدتني صغيرا لفترة طويلة ودرستني بالاعدادية والثانوية فزرعت في حب الدرس والدراسة والاخلاق الحميدة والاخلاص بالعمل وحب الحياة..
ثم دعوتني لعندك لاعمل بالتدريس بقربك بالجزائر..فكنت نعم الصديق والجار الطيب والقدوة الحسنة وطالما كنت تتلوا علي من عيون الشعر العربي والاسلامي وتشرحهم لي باسلوبك الخاص المعهود..وكم كنت تبدع في الحديث عن الشعراء الجاهليين والاسلاميين في صدر الدولة الاسلامية ثم كنت تتابع الحديث عن الشعراء والادباء وعلى مر العصور، دون ان تنسى أن تركز اهتمامك على المتنبي وابي تمام وشوقي وابو ريشة وسواهم..وقد كنت عملاقا مثل الشعراء الذين كنت تحفظ سيرتهم واشعارهم..
أخي واستاذي طريف الغالي ..كنت تزورني كثيرا بالآونة الاخيرة وكنت تذهب كثيرا الى الغابات والحدائق والمنتزهات ولم اكن اعرف انك كنت تودع هذه الاماكن وانك كنت تستمتع بها وللمرة الاخيرة..وحسنا فقد أخذت لك صورا تذكارية في كل منها..
اخي طريف ماذا اكتب ايضا عنك ..وكيف لي ان ارثي اخا وصديقا واستاذا مثلك..ولكن لا.. انت لم تمت..انت لا زلت بالعقل والوجدان وبالخيال وبضحكتك المعهودة ونكاتك المألوفه ..تماما كما كنت أحيانا جادا في أحاديثك وتحليلاتك عن الحياة وما يجري عندنا ومن حولنا ولنا وعلينا..وكانت كل احاديثك حب للوطن ودعوة للوحدة والتوحد والتسامح والتمسك بأهداب الدين الاسلامي الحنيف....
رحمك الله يا أبا مصطفى وجعل مثواك الجنة وألهم اولادك ومحبيك وذويك الصبر والسلوان ورحم الله جميع شهداء المسلمين وهم كثر بفضل الهجمة الشرسة على الاسلام والمسلمين من قبل كل العالم واخرها هذه الهجمة على المسلمين في مالي بعد الصومال والعراق واليمن وافغانستان ووووووو بفضل هذه الديمقراطية المزيفة والعرجاء..ولماذا الحروب والقتل فقط في بلاد المسلمين فقط لماذا ثم لماذا ثم لماذا؟؟؟؟ وانا لله وانا اليه راجعون.