لا اله الا الله الملك الحق المبين*محمد رسول الله الصادق الوعد الأمين
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لا اله الا الله الملك الحق المبين*محمد رسول الله الصادق الوعد الأمين

منتدى وتجمع تلمنـ(ذوالفقــــار)ـــــــس الإسلامي *اسلامي*اجتماعي*تفاعلي*علمي*
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بسم الله الرحمن الرحيم *** الحمد لله رب العالمين *** والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد الصادق الوعد الأمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وأصحابه الغر الميامين*** ورضي الله تعالى عن جميع التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين *** وبعد:أهلا وسهلا بكم في تجمع ومنتدى تلمنـ(ذوالفقار)ــــــس الإسلامي*** منتدى اسلامي -اجتماعي - علمي***نرحب بجميع الأخوة الزائرين من بلدة تلمنس خاصة والأخوة من خارج البلدة عامة فأهلا وسهلا بكم في منتداكم ونتمنى لكم قضاء أوقات مفيدة معنا
أخي الزائر قبل شروعك بإضافة أي موضوع وقبل كتابتك أية كلمة تذكر قول الله تبارك وتعالى:"ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" واعلم أن الكلمة مسؤوليةوهذا المنتدى للحصول على المعرفة والمواد العلمية المفيدة واعلم أخي الزائر أن كل موضوع أو مساهمة تخالف شروط وقوانين المنتدى سيكون مصيره الحذف وسلة المهملات *** يمنع نشر مواضيع تثير الفتن والنعرات الطائفية والدينية والمذهبية *** يمنع نشر مواضيع وصور تدعو للرذيلة والإنحلال الأخلاقي *** كما ننوه إلى أن المواضيع الموجودة والمساهمات في المنتدى ليس بالضرورة أن تعبر عن رأي إدارة المنتدى وإنما تعبر عن رأي صاحب الموضوع وكاتبه *** والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته***

 

 ترجمة وسيرة الإمام محمد زكي إبراهيم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
tholfekaar




عدد المساهمات : 37
تاريخ التسجيل : 03/02/2010
العمر : 35

ترجمة وسيرة الإمام محمد زكي إبراهيم  Empty
مُساهمةموضوع: ترجمة وسيرة الإمام محمد زكي إبراهيم    ترجمة وسيرة الإمام محمد زكي إبراهيم  Emptyالجمعة نوفمبر 12, 2010 10:03 pm

[center]
الحمد لله، و الصلاة و السلام على نبيّه سيدنا محمد المصطفى، وعلى آله و صحبه و من والاه .
وبعــــد:
هذه ترجمة موجزة وتعريف بفضيلة شيخنا الإمام العارف بالله: سيدي محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية، وشيخ الطريقة المحمدية الشاذلية، رحمه الله تعالى رحمة واسعة . أكتبها بما لزمته وأخذت عنه وخبرت علمه وفضله عن قرب ؛ وما أنا ذاكره هنا ما هو إلا قليل من كثير، وغيض من فيض، من غير مبالغة ولا تهويل.
وقد نشرت هذه الترجمة بمجلة الأزهر الغراء عقب وفاة شيخنا رحمه الله مباشرة ثم نشرت عدة مرات بمجلة المسلم، وقد زدت فيها هنا بعض الزيادات الضرورية النافعة، والله تعالى من وراء القصد، وعلى الله قصد السبيل .
وقد شرعت في كتابة ترجمة موسعة لشيخنا رحمه الله تعالى، تتناول تفصيل جوانب من حياته وفكره ومعارفه، أسأل الله التوفيق لإتمامها، عسى أن يؤدي ذلك شيئاً من حقه الواجب علينا رحمه الله تعالى .
وإن العبرة من الترجمة الاقتداء والاستفادة، فلعل قارئ هذه الترجمة أن يصيب من علو الهمة ونفوذ العزيمة ما ينفع به نفسه والناس، ولعله يجد فيها فكرة أو هدفاً فيشمر عن ساعد الجد في تنفيذها، أو الوصول إلى هدفه .

- مولده ونشأته:
هو شيخنا وأستاذنا الإمام الفقيه المحدث الشاعر، بقية السلف الصالح: محمد زكي إبراهيم، رائد العشيرة المحمدية، اسمه: محمد، ولقبه: زكي الدين، وكنيته: أبو البركات، شريف حسيني أباً وأماً .
ولد رحمه الله في القاهرة بمنزل والده بحي بولاق أبو العلا، وتاريخ مولده حسب ما هو مدون في أوراقه الرسمية 22/8/1916م، فيكون قد قضـى من العمر في هذه الحياة الدنيا 82 عاماً، إلا أن عندي من الأسباب العلمية والتاريخية ما يجعلني أؤكد أن الشيخ رحمه الله قد ولد قبل هذا التاريخ بنحو عشر سنوات تقريباً، ثم تأكد لي ذلك تماماً فرأيت بخط شيخنا رحمه الله أن مولده كان في 22/8/1906م، فيكون عمره الفعلي (92) عاما، قضاها في جهاده ودعوته، في علم وعمل .
ووالد الشيخ هو العالم الأزهري الشيخ إبراهيم الخليل بن علي الشاذلي، صاحب كتاب (المرجع: معالم المشروع والممنوع من ممارسات التصوف المعاصر)، وله سلسلة مقالات نشرت في جريدة الإخوان سنة 1932 م، كما أن له بعض المقطوعات من الشعر الروحي الرائق، وقد جمعتها مع نبذة عن حياته وطبعت في رسالة مطبوعة .
وجَدّ الشيخ لأمه هو الشيخ محمود أبو عليان، أحد شيوخ الطريق العلماء المجددين، تتلمذ على يد الشيخين الجليلين الشيخ حسن العدوي الحمزاوي، والشيخ عليش شيخ مالكية عصره، وقد أثنى عليه ومدحه وترجم له الدكتور عبد المنعم خفاجي في كتابه عن التصوف .

تـخــرجـه في الأزهــر:
نشأ شيخنا في هذا الجو العلمي الصوفي الأزهري مما كان له أكبر الأثر في تكوينه العلمي والروحي، فتلقى العلم ابتداءً على يد والده، وحفظ القرآن على يد الشيخ جاد الله عطية في مسجد السلطان أبي العلاء، والشيخ أحمد الشريف بمسجد سيدي معروف، وكان حينئذ ما بين التاسعة والعاشرة من عمره .
ثم التحق بمدرسة ( درب النشارين الابتدائية)، وكان الابتدائي حينئذ يوازي المرحلة الإعدادية الآن، ثم انتقل منها إلى مدرسة ( نهضة بولاق الكبرى) وكانت من أشهر المدارس في ذلك الوقت .
ثم التحق بالأزهر الشريف فأخذ فيه المرحلة الثانوية، ثم مرحلة العالمية القديمة، وليس بين يدي الآن ما أعرف منه تاريخ تخرجه في الأزهر على وجه التحديد، وإن كانت الدلائل تحصر ذلك في الفترة ما بين 1926 إلى 1930 م .
وقد ذكر لي الشيخ رحمه الله كيف أدى امتحان العالمية ؟! وكان ذلك في مجلس خاص معه ( وهو مسجل عندي بصوته )، فكان مما قاله رحمه الله:
" كنا يوم الامتحان نصلي الفجر في مسجد الإمام الحسين - الطالب واللجنة -، ونحضر درس الشيخ السمالوطي بعد الفجر، وكان يحضره العلماء باعتبارهم تلاميذ للشيخ، ثم ننتقل لصلاة الضحى في الأزهر الشريف، وتذهب اللجان إلى الرواق العباسي في عدة غرف، في كل غرفة لجنة، ويدخل الطالب ومعه أوراقه وكتبه التي تم تعيين الامتحان فيها، وكان رئيس اللجان الشيخ عبد المجيد اللبان رحمه الله، وظللت أمام اللجنة حتَّى أذان العصر، وعند ذلك ختم الامتحان بالصلاة الشافعية (اللهُمَّ صلّ أفضل صلاة على أسعد مخلوقاتك سيدنا محمد وعلى آله .. إلخ) وكان الختم بهذه الصيغة إيذاناً بنجاح الطالب وحصوله على العالمية الأزهرية ...
وأذكر أنهم حددوا لي في علم البيان (تحقيق الخلاف بين السعد والسيد في الاستعارة المكنية) السعد التفتازاني والسيد الجرجاني .. وفي النحو باب المبتدأ والخبر، وفي التفسير آية: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات) الآية " .
هذا ملخص ما ذكره لي شيخنا رحمه الله تعالى عن امتحانه العالمية الأزهرية .

رحلة مع القرآن الكريم:
بدأت رحلة شيخنا الإمام محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية رحمه الله مع القرآن الكريم منذ صغره، فبدأ بحفظ القرآن الكريم مبكراً – كما ذكرت آنفاً - على يد الشيخ جاد الله عطية بمسجد السلطان أبي العلاء حيث كانت تقيم أسرته، وأتم حفظه عن ظهر قلب على يد الشيخ أحمد الشريف بمسجد سيدي معروف، وكان حينئذ بين التاسعة والعاشرة من عمره .
وفي الأزهر الشريف اعتنى بكتاب الله تعالى وتفاسيره وكتب إعرابه ومعانيه، وقراءاته، وعلومه بأنواعه وقد ظهر أثر ذلك واضحاً في حياته (خطابة وتدريساً وتأليفاً وفتوى وإرشاداً) .
فقد كان مجلس درسه رحمه الله مليئاً بفرائد الفوائد القرآنية النادرة، قلما ذكر حادثة أو حكماً أو موعظة إلا ودليلها من كتاب الله تعالى في المقدمة، والكثير من دروسه هو شرح لآيات من كتاب الله تعالى، ولا أنس يوماً شرح في درسه سورة (الرحمن) آية آية، فبدأ بمعنى اسمه تعالى (الرحمن) وأنه جامع لصفات الجمال والجلال، ثم ذكر أسماء سورة الرحمن، ومنها أنها تسمى عروس القرآن، ثم عرج على قصة سيدنا عبد الله بن مسعود وجهره بآيات من سورة الرحمن على أهل الشرك وعبادة الأوثان، ثم انطلق في معاني آيات سورة الرحمن، وروى حديث الجن كلما سمعوا قول الحق (فبأي آلاء ربكما تكذبان) فكانوا أحسن مردوداً من الإنس وقالوا: (لا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد) .. إلى آخر ما في هذه السورة من معاني عظيمة جليلة .
وكنت تجد بين ثنايا دروس فضيلة الإمام الرائد من الفوائد العظيمة والمعاني الشاردة الجليلة، فشرح يوماً معنى قول الحق: (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة) وأفاض في تاريخ البيت الحرام، ومعنى بكة ومكة ..إلخ .
ويوماً كان يشرح قول الحق تعالى: (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم) فكان مما قال: إن من رضي الله تعالى عنهم يلهمهم الإجابة فيقول أحدهم: غرني كرمك يا رب، ألا ترى أنه لم يقل: ما غرك بربك الجبار أو القهار أو المنتقم .
وقد تميزت الاحتفالات الدينية التي كان يقيمها رحمه الله بأصوات الشيوخ الأجلاء من الحفاظ المتقنين، أصحاب الأداء المميز، وهنا أذكر أول لقاء للقاريء الطبيب أحمد نعينع بالشيخ رحمه الله إذ بعد أن قرأ انطلق الشيخ يبين للحاضرين خفايا بعض أحكام التلاوة عند حفص، ويشرح بعض وجوه القراءات ما يبهر العقول .
وكان رحمه الله تعالى يحثُّ على المحافظة على الورد القرآني اليومي، وتفصيله:
1 - قراءة ما تيسر من القرآن يومياً، ولو آيات قليلة، حتى يختم القرآن، ثم يبدأ فيه من جديد، وهذا شأن الحال المرتحل كما ورد في الحديث الشريف .
2 - قـراءة سـورة (الواقـــعة) بـعد صلاة الفجــر، و (الرحــمن) بــعد العـصر، و (يـس) بـعد المغـرب، و (تبارك الملك) بعد العشاء، و (الدخان) ليلة الجمعة، و (الكهف) يوم الجمعة، وقد فصل دليل قراءة هذه السور وفضلها في كتابه (أصول الوصول) وفي غيره من كتبه رضي الله عنه .
3 - قراءة السور والآيات ذات الخصائص، والفضل العظيم، والأجر الكبير، مما ورد فيها أنها تعدل ثلث القرآن أو ربعه، كسورة الإخلاص، والكافرون، والزلزلة، وآية الكرسي، وخواتيم البقرة، ونحو ذلك .
فكلُّ هذا من السنن المؤكدة، والمستحبات، والفضائل، ممَّا هو ضروري للسالك إلى الله تعالى، المترقي في درجات الكمال، بعد محافظته على الفرائض والواجبات، وأدائها على أكمل وجه في أوقاتها، إذ لا بـد للسالك إلى الله من معرفة مراتب الأعمال، وأن يكون فقيهاً بالأولويات، عليماً بالضروريات، فلا يهتم بالفروع ويترك الأصول، ويقضي وقته في النوافل مع إهماله الواجبات، فيكون كمن يزين جداراً هشاً لا أساس له، يوشك أن ينهار، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وفضلاً عن اهتمام شيخنا رحمه الله بالقرآن في مجالس علمه، فقد كان رحمه الله كثير التلاوة له، يحث على مجالس تلاوته ومدارسته، فعمرت مساجده بالمجالس القرآنية تلاوة وتحفيظاً وتعليم أحكام، واهتم بالكتاتيب، وحث عليها .
وقد كتب عدة مؤلفات قيمة حول كتاب الله عزَّ وجل، منها:
1 - الإسكات بركات القرآن على الأحياء والأموات، وهو مطبوع، حول الأوراد القرآنية، ومعاني الاختيار والتفضيل بين السور والآيات وهو بحث نادر، وخصائص القرآن، وفضائل بعض سوره، وانتفاع الميت به، والتداوي والرقية والعلاج بالقرآن .
2) حول معالم القرآن، وهو مطبوع، عبارة عن معلومات وحقائق لا يستغني عنها عالم ولا معلِّم ولا متعلم، وثقافة قرآنية أساسية، بمنهج علمي، مع ذكر الدليل، على طريقة تجمع بين الفقه والحديث .
3) معارج البهاء الأقدس لمحات من فقه المعرفة ودرس في التوحيد من سورة الإخلاص، وقد طبع مؤخراً، حول سورة الإخلاص وفضلها وما حوته من معاني التوحيد، جمعاً بين العقيدة والتفسير والتصوف، وعلى صغر حجم هذا الكتاب، فإن مادته العلمية متخصصة، وعبارته محققة موجزة .
4) تفسير آيات مختارة من كتاب الله تعالى، كآيات البر من سورة البقرة، وأوائل سورة الإنسان، وغيرها، وهو ما زال مخطوطاً، أسأل الله تعالى أن يوفق لطباعته .
5) لحظات التجلي، تفسير مختارات من سور القرآن،منها التوبة والحجرات، وقد فقد في حياة شيخنا رحمه الله عند نقل مكتبته كما أخبرني .
6) بحوث في لغة القرآن: وهي مجموعة من البحوث في مفردات القرآن وكلماته، وما فيها من إعجاز لغوي وتركيب فريد، وقد تطرق فيها لشيء من علوم القرآن الكريم، نشر بعض هذه البحوث بمجلة منبر الإسلام التي يصدرها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وبعضها أذيع في برنامج ( لغة القرآن ) .

هذا، عدا الدراسات والبحوث والمقالات القرآنية المتناثرة بالمجلات الإسلامية، وفي مجلته (المسلم)، والتي أخص بالذكر منها بحثاً نادراً عن التفسير الإشاري وتفاسير السادة الصوفية، وقد اتخذته عمدة في رسالتي (التفسير الإشاري للقرآن، دراسة علمية تأصيلية )، وله بحث قيم في التداوي بالقرآن .
ومما ينبغي أن يذكر - في مجال ذكر الفضل لأهله - أنَّ شيخنا رحمه الله تعالى كان من أول من نادوا بتسجيل القرآن الكريم برواية الدوري وبقية القراءات، وهذا مسجل في مجلة المسلم في وقته . وقد كان الأستاذ لبيب السعيد وكيل عام وزارة الأوقاف وأمين العشيرة المحمدية الثقافي وقتها هو أول من سجل تلاوة القرآن على أسطوانات .
شيخنا ورواية الحديث الشريف:
بالإضافة إلى ما تلقاه من الفقه والتفسير والحديث وسائر العلوم الشرعية بالأزهر الشريف اهتمَّ شيخنا الإمام محمد زكي إبراهيم اهتماماً خاصاً بتلقي علم الحديث (رواية ودراية ) على يد الشيوخ الرواة المحدثين ؛ في وقت قلت فيه رواية الحديث، وأصبح رواة الحديث والمهتمين بعلومه في مصر والعالم الإسلامي قلة نادرة تعد على الأصابع .
ونجد اهتمام شيخنا رحمه الله بالحديث رواية ودراية واضح المعالم في مؤلفاته، وقد نقل عنه الشيخ الحسيني هاشم والدكتور أحمد عمر هاشم في كتابهما (المحدثون في مصر) أن أكثر مؤلفاته على طريقة أهل الحديث، وانظر لذلك مثلاً رسالته في ليلة النصف من شعبان، ورسالته في الحديث الضعيف .
وقد أجازني رحمه الله بخط يده بمروياته في الحديث والفقه والأصول واللغة ومما جاء في إجازته:

" وأخيراً .. وبالتالي وعلى الإجـمال ؛ فإنني أروي قراءة، وسـماعاً، ووجـادة، وإجازة، بالإذن الموصول والمكرر بالأثبات، والجوامع، والفـهارس، والأسانيد، والمعاجم، والمسلسلات، والمختصرات، عن أشياخي الأماجد الأكرمين: سيدي محمد حبيب الله الشنقيطي، وسيدي علوي بن عباس المالكي الحسني، وعن سيدي أحمد الصديق الغماري، وشقيـقه السيد عبد الله الصديق الغماري، وسيدي محمد زاهد الكوثري، نائب عام شيخ الإسلام بتركيا قبل الانقلاب (أي على الخلافة العثمانية) وسيدي أحمد عبد الرحمـن البنا، وسيدي الشيخ المُعمّر السيد محمد عبد الله العربي العـاقوري الليبي المصري، وسيدي الشيخ إبراهيم الغلاييني الدمشقي، وسيدي الشيخ حسن حبنكة الميداني السوري، وسيـدي الشـيـخ الببـلاوي المصـري، وسيدي الشـيخ حسنـين مخلوف المفتي المصري، والشيخ الحسيني أبو هاشم الأزهري المصري، والشيخ المبشر الطرازي مفتي البلقان وآسيا الوسطى قبل الشيوعية، والشيخ يوسف الدجوي المصري، وسيدي الشيخ محمد بخيت المطيعي المفتي المصري، وسيدي الشيخ محمد الحافظ التيجاني، والشيخ أحمد عبد الجواد الدومي، والشـيـــخ الخـضـر حسـين المغربي مـن شـيوخ الأزهـر، والأمـيـر عبد الكريم الخطابي مجاهد المغرب، والسيد اليمني الناصري الشاذلي المغربي المجـاهـد، والشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف الأزهري من علماء الحديث بمصر، وبقية أشياخي ممن سبق ذكر بعضهم رضي الله عنهم .. وعن والدي السيد إبراهيم الخليل بن علي الشاذلي، بأسنادهم المحررة بأثباتهم، عن أشياخهم عموماً بمروياتهم من التفسير، والحديث، والفقه، والأصول، والمنطق، والسيرة، والمصطلح، وعلم الرجـال والتوحـيد، وعـلوم القرآن، والعقائد، وفروع اللغة العربية، والثقافة العامة، والتصوف الصحيح، وخصوصاً كتب القشيري والغزالي والسهروردي وغيرهم مما أشرت إليه وما فاتني أن أشير إليه . اهـ
ولم يتصدر شيخنا رحمه الله لإعطاء الإجازة بالحديث إلاّ لنفرٍ محدود من كبار العلماء في العالم الإسلامي، فلمّا كانت سنة 1414 هـ استجازه عدد من العلماء والطلبة فامتنع، فلمّا كثر الإلحاح عليه، طبع إجازته الحديثية، وأجاز طلابه، وكل من استجازه، وأجاز أهل عصره إجازة عامة كما هو معروف عند أهل الحديث والأثر .
وقد استجازه بعد ذلك مئات من المشتغلين بعلم الحديث النبوي الشريف، من أساتذة الأزهر وشيوخه بمصر، وأساتذة الجامعة الإسلامية والجامعات بالسعودية، وأساتذة جامعة آل البيت بالأردن، وجامعة الأحقاف باليمن، وجامعة القرويين بالمغرب، وغيرها من الجامعات العربية وغيرها في أنحاء العالم الإسلامي والدعاة بالمراكز الإسلامية بالغرب، فأجاز الجميع حتى إنه طبع إجازته بالمرويات عدة مرات في فترة وجيزة .
العالم الأزهري الفقيه:
ولم يقل اهتمام شيخنا بالفقه واللغة وبقية العلوم الأزهرية عن اهتمامه بالحديث الشريف وروايته، فقد كان رحمه الله فقيهاً لا يشق له غبار، حنفي المذهب، أخبرني رحمه الله تعالى بذلك، وأخبرني أنه يتعبد ويفتي به وبغيره من المذاهب الفقهية، حسب ما يقتضيه الدليل والمصلحة والتيسير في حدود القواعد، وكان كثيراً ما يفتي بمذهب مالك ويمدحه، كما يفتي بمذهب الشافعي، رضي الله عنهم جميعاً .
وقد ضمن كتابه الفروع الخلافية نظرته إلى الخلاف الفقهي بين الأئمة ووجوب احترامهم جميعاً، وقد وضح ذلك تماماً في بحوثه الفقهية وفي فتاويه . وانظر مثلاً: كتابه في الصلوات النافلة، وكتابه معالم المجتمع النسائي في الإسلام .
الشيخ والثقافـة المدنية:
وقد تعلم الشيخ رحمه الله الإنجليزية في المرحلة الابتدائية، وتعلم الفرنسية على يد الأستاذ داود سليمان من أعيان أسيوط، والألمانية بالقاهرة على يد الأستاذ راغب والي، وكان مدرساً بالمدرسة الألمانية بالقاهرة، وقد ترجم الشيخ بعض قصائد الشاعر الألماني (هايني رش هايني ) من الألمانية إلى العربية، وتعلم الفارسية على يد الشيخ محمد الأعظمي الإيراني عضو جمعية الأخوة الإسلامية، وترجم عدداً من قصائد إقبال إلى العربية، بعضها منشور بمجلة (أبولو) .
وعندما اتهم بعضهم الشيخ بأنه شيخ أزهري ( معمم ومقفطن ) لا يدري من علوم الدنيا شيئاً إذا بالشيخ يرد عليه بما نصُّه:
" كتب إليّ كاتب، يعنفني بأنني أحبس نفسي في قمقم التصوف، وأتقوقع في صدفة التدين المتأخر، وأعيش متخلفاً في عصور الجمود الماضية، بينما نحن في عصر تقدمي متحضر لم تعرفه دنيانا من قبل ...إلخ . والذي أحب أن يعرفه هذا الأخ وأمثاله، أنني وأنا رجل معمَّم مقفطن لا أزال أثقف نفسي، وأزودها بكل ثقافة من المشرق أو المغرب، باحثاً عن الحكمة، جارياً وراء الحقيقة، كلما أذنت لي صحتي وأوقاتي وقدرتي .

فكما أقرأ تاريخ الإسلام والفلسفة وتدرج المذاهب، ونشوء الفرق والنحل، وأتابع الصوفية والسلفية، وتطور تاريخ المسلمين، وأتابع أدباء العرب وقصاصيه وناقديه ومهرجيه ومفسديه .

كذلك أدرس ملامح الفن القوطي وتدرجه إلى الريسانس، إلى الكلاسيكية القديمة فالجديدة، إلى الرومانتيكية، إلى التأثرية، إلى الواقعية، إلى الرمزية، إلى الالتزامية، إلى التجريدية، حتى بيكاسوا في التصوير، وأندريه في الأدب، واسترافنسكي في الموسيقى !! .

وأنا أقرأ لشكسبير، وبوب، وشيلي، وبيكون، وهيجل، وفلامريون، وجيته، ونيتشه، إلى سارتر، وسومرست موم، وبرتراند رسل، وأقرأ كذلك رونسار، وفارلين، ورامبو، وبودلير، وأفرق بين لوحات جنيسبورو، ورينو لدزر، وأميز في مدارس الموسيقى بين صامويل جونسون، وبوالوا، إلى كل ما يتعلق بفن المسرح والسينما ..إلخ .

فلست بـمقمقم ولا مقوقع ولا جامد، ولا متخلف بحمد الله، إنني أعيش في عصري مندمجاً فيه ثقافة ودعوة ومعاشاً، غريب عنه أخلاقاً وعبادة واتجاهاً، ولكن على قدر مقدور لا بد منه للدعاة إلى الله " .

هذا ما كتبه رحمه الله، مما يوضح جوانب ثقافته المدنية، التي حصل على قسط وافر منها، ومع ذلك لم ينجرف مع تلك التيارات أو هذه، بل اتقى من تلك الثقافات ما تقره الشريعة الإسلامية، ويفيده في دنياه وآخرته، واكتفى بمعرفة ( غير المفيد ) من باب الثقافة فقط، أو من باب ( معرفة الشر لتوقيه ) . وقد حارب الفلسفات الغريبة وسيء هذه المعارف والثقافات بلسانه وقلمه .
ثـناء العـلماء عـليه:
وقد ترجم لشيخنا الإمام محمد زكي إبراهيم وأثنى عليه عدد كبير من علماء مصر والعالم الإسلامي، منهم:
1) الإمام الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الأزهر في كتابه ( المدرسة الشاذلية )، ونشر لشيخنا خطاباً في كتابه " أبو مدين الغوث "، كما نشر بنفس الكتاب قصيدة لأبي مدين الغوث مع شرح شيخنا لها، وقدّم له شيخنا رحمه الله تحقيقه لكتاب " المنقذ من الضلال " في طبعاته الأولى، وقرأت بخط الإمام الدكتور عبد الحليم محمود ينعت شيخنا بالعارف بالله .
2) الشيخ الحسيني أبو هاشم والدكتور أحمد عمر هاشم في كتابهما المشترك (المحدِّثون في مصر ) وقد ترجما فيه لشيخنا ترجمة طيبة وافية، ذكرا فيها اهتمامه بالجانب الحديثي وأسانيده، ومؤلفاته، وطريقته في التأليف والعلم .

3) وأثنى عليه وعلى العشيرة المحمدية المحدث الشيخ عبد الله بن الصديق الغماري في كتابه ( سبيل التوفيق )، وفي آخر كتابه ( بدع التفاسير )، وفي غير مؤلف له، وكان بينهما مودّة عظيمة، وكان شيخنا رحمه الله تعالى ممن ثبت معه حين تنكر النّاس له لمّا اعتقل في عهد عبد الناصر، ومكث في السجن الحربي أحد عشر سنة كاملة، وكان السيد عبد الله بن الصديق الغماري كاتباً ومفتياً بمجلة المسلم وعضواً بمجلس علماء العشيرة المحمدية .
4) وأثنى عليه وذكر شيئاً من نشاطه في الدعوة إلى الله الشيخ الداعية أبو الحسن الندوي في عدة مواضع من كتابه المشهور ( مذكرات سائح في الشرق )، حيث زار العشيرة المحمدية، وسمع خطبة الجمعة من شيخنا رحمه الله، وخرج معه في رحلة دعوية ريفية ببعض الأقاليم المصرية، ولما كتبه الندوي في كتابه هذا أهمية خاصة، فقد وصف الجانب الدعوي والخطابة عند شيخنا رحمه الله وصفاً دقيقاً .

5) وذكره فضيلة الشيخ أحمد حسن الباقوري في كتابه ( قطوف ) الذي نشرته مؤسسة الأخبار، والذي ذكر فيه عدداً من الصوفية الأتقياء وجهادهم في نشر الدعوة والإصلاح كالمراغنة والأدارسة والسنوسية، وذكر شيخنا الإمام الرائد كأنموذج للصوفي العالم العارف المجاهد في هذا العصر، وبين الشيخ الباقوري وشيخنا رحمهما الله رحلة كفاح وجهاد في سبيل إصلاح قوانين الطرق الصوفية.

6) ورغم ما كان بين الداعية الإسلامي الشيخ محمد الغزالي السقا رحمه الله وبين شيخنا رحمه الله من مناظرات ومساجلات استمرت شهوراً على صفحات المسلم ولواء الإسلام والأخبار إلا أنه كان دائم الثناء على الشيخ رحمه الله، عارفاً لقدره، سجل ذلك في تلك المساجلات وفي غيرها من مقالاته، وفي كتابه ( الجانب العاطفي في الإسلام )، وقد كان لهما ندوات دينية مشتركة بجمعية ( الشبان المسلمين العالمية ) وبعض الجمعيات الكبرى بمصر.

7) وقد أرخ الدكتور عبد المنعم خفاجي في كتابه عن التصوف الإسلامي لكبار شيوخ التصوف الإسلامي فذكر منهم جدّ الشيخ لأمه الشيخ محمود أبو عليان، ثم ذكر شيخنا الرائد رحمه الله في المعاصرين، وأثبت بعضاً من أفكاره في سبيل إصلاح التصوف كفكرة الجامعة الصوفية والمكتبة الصوفية وغيرها .
Cool العارف بالله الشيخ أحمد رضوان البغدادي الأقصري، وقد كان بينهما مودة عظيمة، ومراسلات مفيدة كثيرة مشهورة، طبع بعضها بمجلة المسلم، وقد أوصى الشيخ أحمد رضوان بأن يقوم الشيخ رحمه الله بغسله وتكفينه وتجهيزه، فكان كما قال.
هذا ما حضرني الآن، وهناك الكثير من السادة العلماء ممن أثنوا على الشيخ أو ترجموه في كتبهم، منهم علامة الحجاز السيد علوي بن عباس المالكي، وولده المجاهد السيد الدكتور محمد علوي المالكي، والعلامة الشيخ محمد الحافظ التجاني، والشيخ العارف بالله أبو المحاسن محمد سعد بدران، والإمام العارف الشيخ عمران الشاذلي، والسيد يوسف هاشم الرفاعي، والسيد علي الهاشمي، وعشرات غيرهم , وفي أعداد المسلم التي صدرت مواكبة لرحيله عشرات الكلمات لأجلة علماء الأزهر ومشايخه، وقد ترجمه مؤرخ الأزهر الدكتور محمد رجب البيومي بمجلة الأزهر .
وظائفه ومناصبه:
بعد أن حصل الشيخ رحمه الله على العالمية الأزهرية لم يجد عملاً في ذلك الوقت، حتى تقدم للتدريس بالمدارس الأميرية بمحافظة بني سويف، وظل هناك مؤدياً عمله عدة سنوات، ثم عاد إلى القاهرة مدرساً أيضاً، وظل يتدرج في وظائف التعليم المختلفة، حتى أصبح رئيساً للسكرتارية العامة للتعليم الحر المسمى بالتعليم الخاص الآن، ثم عين مفتش قسم، وكان القسم وقتها يعني القسم الإداري .
وقد عمل أيضاً: أستاذاً ومحاضراً للدراسات العليا بالمعاهد العالية ومعهد الدراسات الإسلامية ومعهد إعداد الدعاة، وحاضر أيضاً بالدراسات العليا في بعض الكليات الأزهرية ودورات إعداد الأئمة والوعاظ والبعوث الإسلامية .
وعمل بعض الوقت مديراً لمؤسسة ( الزفاف الملكي )، والتي سميت بعد الثورة ( مؤسسة البر الأميرية )، كما كان أميناً عاماً لجمعيات الشبان المسلمين ومرشداً دينياً، وعمل بعدة مناصب أخرى، وأخيرا تفرغ لإدارة جمعية العشيرة المحمدية، ونشر فكرتها ودعوتها ومنهجها .
اشتغاله بالصحافة والمقال:
اشتغل شيخنا الإمام محمد زكي إبراهيم رحمه الله بالكتابة في الصحف والمجلات السيارة (الأدبية والعامة والإسلامية)، منذ أواخر العشرينات ؛ فكتب في مجلات: الأزهر، ومنبر الإسلام، واللواء الإسلامي، وعقيدتي، والأخبار، والأهرام، والجمهورية .
كذلك كتب في: لواء الإسلام، والإسلام، والمسلم، والخلاصة، والعمل، والرسالة الإسلامية، والتصوف الإسلامي، وجريدة الإخوان المسلمين الأسبوعية، والسياسة الأسبوعية،والنهضة الفكرية، والفجر، وأبولو .. وغيرها من المجلات .

وقد أسس شيخنا رحمه الله جماعة ( الروّاد الأوائل )، وكان يقوم بتحرير مجلتها ( التعارف ) .
واشتغل في الخمسينات بتحرير وإدارة مجلة ( الخلاصة ) لصاحبها الأستاذ سيد مصطفى، أمين رابطة الإصلاح، ثم بتحرير وإدارة مجلة ( العمل ) لصاحبها الأستاذ عبد العليم المهدي، ثم أسس مجلته ( المسلم ) سنة 1950 م، وقام بوضع منهجها وتحريرها وإدارتها وتطويرها والإشراف عليها إلى وفاته رحمه الله .
وقد تنوعت مقالات الشيخ وكتاباته ؛ فكان منها المقال الديني، والاجتماعي، والتاريخي، والأدبي، والسياسي، وكان منها البحث الأكاديمي، والمقال الصحفي .
مـؤلـفـاتـه الـعـلـمـيـة:
تمتاز كتابات شيخنا رحمه الله بالبيان والوضوح، وقوة العبارة وسهولتها، وتوفر الإخلاص أعطاها روحاً هي روح من أذن له بالكلام .
وقد ترك لنا شيخنا رحمه الله ثروة علمية هائلة: نحو مائة كتاب ورسالة في العلوم الدينية، كما ترك لنا مئات البحوث والفتاوى والمقالات والخطب والدروس ( بعضها مكتوب وبعضها مسجل )، وقد وفقني الله لمراجعة وتحقيق وطباعة بعض كتبه في حياته رحمه الله، ثم بعد وفاته، ومن كتبه المطبوعة:

(1) أبجدية التصوف الإسلامي: عن أهم وأكثر ما يدور حول التصوف الإسلامي، فيما هو له وما هو عليه، بين أعدائه وأدعيائه .
(2) أصول الوصول: أدلة أهم معالم الصوفية الحقة من صريح الكتاب وصحيح السنة .
(3) الخطاب: خطاب صوفي جامع من الإمام الرائد إلى أحد كرام مريديه .
(4) فواتح المفاتح: الدعاء وشروطه وآدابه وأحكامه،
(5) أهل القبلة كلهم موحدون: يبين أن أهل القبلة كلهم موحدون، و كل مساجدهم مساجد التوحيد، ليس فيهم كافر ولا مشرك، وإن عصى وخالف،
(6) الأربعون حديثاً الحاسمة ردعاً للطوائف المكفَّرة الآثمة .
(7) حكم العمل بالحديث الضعيف: حول جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال بشرطه عند علماء الحديث، وإن الضعيف جزء من الحديث المقبول عند أهل هذا الفن .
(Cool مراقد أهل البيت في القاهرة: يحقق أن رأس الإمام الحسين رضي الله عنه وجثمان السيدة زينب وغيرهما من آل البيت بالقاهرة، تاريخا وواقعاً .
(9) قضية الإمام المهدي: في تأكيد أن المهدي حق، ولكن لم يأت زمانه بعد، عقلاً ونقلاً .
(10) ديوان البقايا: شـعر صوفي واجتماعي فني مـعاصر عميق .
(11) ديوان المثاني: الجزء الأول، والجزء الثاني: مثاني من الأبيات الشعرية تستغرق أغراضا مختلفة، وحكماً وتوجيهات، وآداباً وصوفيات رائعة .
(12) أمهات الصلوات النافلة: الصلوات النافلة ومسائلها وأحكامها من الكتاب والسنة .
(13) ليلة النصف من شعبان: قيامها، فضلها، الدليل الحاسم على إحيائها .
(14) عصمة النبي ونجاة أبويه وعمه: ردٌ على أقوال المنكرين، وتأكيد لعصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وحلول المشاكل المدعاة حولها بقواطع الأدلة، مع بحث خاص بمعجزات النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
(15) الإسكات بركات القرآن علي الأحياء والموتى: من الحديث النبوي .
(16) حول معالم القرآن: على طريقة المحدّثين في قضايا ومعلومات قرآنية هامة .
(17) معالم المجتمع النسائي في الإسلام: أحكام وقضايا النساء المختلفة بأسلوب علمي ميسر .
(18) فقه الصلوات والمدائح النبوية: بحث جديد في فقه السيرة من الصلوات ومدائح الشعر والنثر قـدمه للأزهـر في مؤتمر الفقه والسيرة العالمي .

وله غير ذلك من الكتب والرسائل المطبوعة والمخطوطة، جمعتها في ثبت (فهرسة) مطبوع، وتبلغ نحو مائة كتاب ورسالة فضلاً عن المقالات والمحاضرات .
الشيخ والدعوة إلى الله:
كان شيخنا رحمه الله مثالاً للداعية الإسلامي الرشيد الذي وهب كل حياته للدعوة، وبرغم مرضه الذي ألزمه بيته نحواً من عشرين عاماً، فإنه ما انعزل عن العالم أبداً، وما ترك عادته في الدرس والمحاضرة والدعوة، واستقبال عشرات الزوار يومياً، والرد على اتصالاتهم الهاتفية . كما كان من عادته أن يقرأ الصحف يومياً، متابعاً ما يحدث في العالم من أحداث وأفكار ودعوات، ويختار من تلك الجرائد والمجلات المقالات والقصاصات ويجمعها في أرشيف خاص حسب الموضوع ..
أسس الشيخ رحمه الله جمعية العشيرة المحمدية رسمياً سنة 1930 م، لتكون وسيلته للدعوة الإصلاحية الإسلامية الصوفية، وجعل من مبادئه الاهتمام بالفرد والجماعة .
ومن أقواله: ( المجتمع فرد مكرر: إذا صلح الفرد صلح المجتمع ) .
وقد عمل أميناً ورائداً دينياً لجمعية الشبان المسلمين، والمؤتمر القرآني، وعضواً في الهيئة العليا للدعوة بالأزهر، وعضواً مؤسساً لعدد من الجمعيات الإسلامية .
ومما يحفظه التاريخ تلك المؤتمرات والندوات التي قام بها شيخنا في السبعينات من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية، وقد شاركه شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود الذي كان نائباً للشيخ في مجلس إدارة العشيرة المحمدية، وكان يرأس هذه المؤتمرات فضيلة الشيخ محمد حسنين مخلوف مفتي مصر سابقاً .
وقد شارك شيخنا رحمه الله في اللجان التي أنشئت من أجل تقنين الشريعة الإسلامية، وتفريغ الأحكام الفقهية في شكل مواد دستورية ..
كما كان له الفضل في إنشاء مكتب رعاية المهتدين إلى الإسلام بالأزهر الشريف في عهد الدكتور عبد الحليم محمود رحمه الله، وشارك في نشاط هذا المكتب، وقد أسلم على يديه عدد غير قليل ممن شرح الله تعالى صدورهم لدينه، وقد رأيت بعضهم يعلن إسلامه على يديه رحمه الله، كما لمست وعرفت كيف كان يساعد من يدخل في دين الله ممن يحتاج المساعدة علمية كانت أو أدبية أو اجتماعية، وما زال مكتب رعاية المهتدين إلى الإسلام بالأزهر يؤدي مهمته إلى الآن بصورة أو بأخرى خير قيام.
مناظرات ومساجلات علمية:
وقد كان للشيخ مناظرات ومساجلات مع بعض معاصريه من الشيوخ والعلماء، ممن اختلف معهم في الرأي، والاختلاف طبيعة بشرية، وقد كان الشيخ رحمه الله قوي الحجة، طوع الله له اللغة والبيان، كما كان ملتزماً أدب العلم والمناظرة في كل ذلك، وليس أدل على ذلك من رفضه نشر خطاب يسيء لبعضهم بخط يد ذلك البعض، وكان قد سبق إلى الله، فأبى وقال: إن حرمة الموت تمنعني من نشره وإن كان ما فيه حقاً إلا أن فيه إساءة كبيرة له .
ولعل أشهر هذه المناظرات ما كان بينه وبين الداعية الشيخ محمد الغزالي رحمه الله حول عبادة الرغبة والرهبة تلك المناظرات التي استمرت ستة أشهر على صفحات الأخبار والمسلم ولواء الإسلام، وشارك فيها الصحفي أحمد سالم والدكتور عبد الحليم محمود والشيخ محمد خليل الهراس والشيخ محمد عبد الهادي العجيل.


ومن المناظرات والمساجلات أيضاً ما كان بينه وبين الشيخ عبد الرحمن الوكيل، والدكتور سيد رزق الطويل، والدكتور إبراهيم هلال، والأستاذ حسن قرون وغيرهم، وفي كل تلك المناظرات التزم الشيخ رحمه الله الأدب الصوفي الرفيع، والبحث العلمي النزيه والحجة المقنعة .
كما أنه انتقد عدداً من العلماء ورد عليهم ؛ فانتقد الشيخ عبد الجليل عيسى لما كتبه في كتابه ( اجتهاد الرسول )، ورد عليه في كتاب ( عصمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي كان أول رد على ما نشره صبحي أحمد منصور، وقد فصل المارق: صبحي أحمد منصور من الأزهر بذلك الكتاب والتقرير الذي كتبه عنه الشيخ رحمه الله .
وقد عرضت مشيخة الطرق الصوفية على الشيخ بعد وفاة الشيخ الصاوي فرفض وقال: ( ما سرني أن صرت شيخا لطبال وزمار ) .
شذرات من تصوف الإمام:
سماه بعض العارفين بالله (الشاذلي الثاني)، كما سمي أبو الحسن (الجنيد الثاني)، فقد جدد الله تعالى بالإمام محمد زكي إبراهيم التصوف عموماً، والشاذلية خصوصاً، وأحيا الله تعالى به معارف قد طويت، وعلوماً عي ميراث أهل الصلاح والعرفان، فكان نسيجاً وحده، ومدرسة عظيمة .
تخرج في التصوف على يد والده، الذي كان شيخ فتحه وتمكينه، وما زال يمده ويعرفه بالصالحين ويأمره بالأخذ عنهم، حتى أصبح الإمام الشيخ محمد زكي إبراهيم مجمع أسانيد عصره في التصوف .
ما زال شيخه يرعاه في سلوكه، فقطع شيخنا مدارج السلوك الصوفى، وأتم مسيرة (الأسماء السبعة) ثم (الثلاث عشرة) ثم (التسعة والتسعين) حتى انتهى إلي الاسم المفرد والأعظم)، ودخل الخلوة الصغرى والكبرى مرات ..
أمره شيخه الوالد بالإرشاد في حياته، فانطلق في الطريق مجاهدا وداعياً إلى الله على بصيرة، يربي المريدين ويرشدهم .
وورث الشيخ رحمه الله مقامات شيوخه، فهو الشاذلي في روحانيته ومدده ووارده وورده، وهو أبو العباس في نورانيته واتصاله بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم، وهو ابن عطاء الله في حكمته وحكمه في المذهبين، وهو الشيخ زروق محتسب العلماء والأولياء في تجديده الطريق وقمعه للمبتدعة، وهو شيخ الأولياء سيدي محمد بن ناصر الدرعي في معارفه وعلومه وتشرعه، وهو ابن عجيبة في فيوضه وشروحه، بل هو صاحب جبل العلم ابن مشيش في خفائه وظهوره، بل هو أبو مدين الغوث في معارفه وشعره ونثره.
ولقد كان لسيدنا من جده صلى الله عليه وآله وسلم الحظ الوافر، والنصيب الأتم، وما زال يتقلب في مقامات الطريق، في زيادة من فضل الله، حتى لقي الله تعالى، نحسبه كذلك، والله حسيبه، ولا نزكي على الله أحداً .
واقرأ – إن شئت – قصيدته الأويسية، وقصيدته في القطب، وقصيدته المنبهجة، وقصيدته (صوفي عرفته فوصفته)، فإنه ما أراد بها إلا نفسه .
أما منهجه في التصوف، ومكافحته لأهل البدع والأهواء من أدعياء التصوف وأعدائه فذلك باب واسع، وأحيلك على كتبه وتصانيفه .
تـــراثـــه الأدبـــي:
شيخنا سيدي محمد زكي إبراهيم من جيل الرواد الأوائل من شعراء هذا العصر، عاصر شوقي وحافظ والعقاد والرافعي والزيات، وكان له معهم صولات وجولات، وقد ألف خمسة دواوين شعرية في نحو خمسة عشر جزءاً من الشعر العمودي المقفى، في أغراض الشعر المختلفة . وقد طبع من هذه الدواوين:

1) ديوان البقايا الجزء الأول، وهو في عدة أغراض شعرية، ولكن يغلب عليه الطابع الصوفي، وشعر الزهد والتأمل، وما زال الجزء الثاني منه مخطوطا .

2) ديوان المثاني الجزئين الأول والثاني، وهو في شعر الحكمة، إذ كل بيتين منه وحدة موضوعية قائمة بذاتها، تدل على معنى وضعت له، وما زال الجزء الثالث مخطوطا .
بقي من دواوين الشاعر:
3) هشيم المحتظر .
4) الحصائد .
ويحتويان على شعر الشيخ في صدر شبابه، في شتى الأغراض والموضوعات، ففيهما الشعر الديني والاجتماعي وشعر الشباب، وقد نشرت بعض قصائدهما في مجلة أبولو وغيرها، وقد رجع الشيخ رحمه الله عن بعض ما قاله فيهما، وأمر أن يلحق ما تركه فيهما من شعر وما تناثر من شعره في الأوراق، ما كان من باب الزهد والتصوف إلى البقايا، وما كان من المثاني إلى المثاني، وما كان من شعره من باب الوجد والمنازلات الروحية يجمع في ديوان خاص سماه:
5) لحظات التجلي .
وقد كان للشاعر حلقة شعرية إسلامية ألفها من كبار الشعراء الإسلاميين منهم: الدكتور حسن جاد، والأستاذ قاسم مظهر، والأستاذ محمود الماحي، والأستاذ عبد الله شمس الدين، والدكتور سعد ظلام، والأستاذ ضيف الله، والأستاذ الربيع الغزالي، والأستاذ شاور ربيع، والأستاذ محمد التهامي، والأستاذ أحمد عبد الخالق، واللواء رائف المعري، وغيرهم .
كما أن للشيخ مقالات أدبية ونقد أدبي رائق في مجلة أبولو، والفجر، والنهضة الفكرية، لعل من أهمها ما كتبه في نقد الأستاذ ( أبي حديد ) في الشعر الحر أو المرسل، ولا ننس ما انتقد به الزيات في سلسلة مقالاته ( مشاغبات الأسبوع ) التي نشرتها له جريدة الإخوان لعهدها الأول سنة 1932 م .
وقد توسعت في بحثي (الإمام محمد زكي إبراهيم شاعراً).
وفاته:
رحم الله شيخنا، كان المسجد بيته الذي لم يبرحه، ومدرسته ومضيفته وساحته، محط رحال كل من زاره ممن عرف قدره من العلماء والرؤساء والأمراء .
ثُمَّ كان المسجد مجاوراً لمدفنه، فقد انتقل إلى رحمة الله الساعة الثالثة تماماً من فجر يوم الأربعاء 16 من جمادى الآخرة 1419 هـ، الموافق 7 من أكتوبر 1998 م بعد حياة حافلة استمرت نحو قرن من الزمان في الدعوة إلى الله، على هدى وبصيرة، ودفن مع أبيه وجدّه بجوار مسجد مشايخ العشيرة المحمدية بقايتباي القاهرة .
رحم الله تعالى شيخنا الإمام محمد زكي إبراهيم، وألحقنا به على الإيمان، ورحم الله أشياخنا جميعاً، ورحم الله من سبقنا من إخواننا إلى الله .


وصلى الله على سيدنا محمّد وآله وسلم
هذا، و الله الموفّق، و هو الهادي إلى سواء السبيل .
و الحمد لله ربّ العالمين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tholfekaar.ahlamontada.net
 
ترجمة وسيرة الإمام محمد زكي إبراهيم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» عقيدة الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (204هـ)
» السيد الشريف محمد بن علوي المالكي رحمه الله
» سيدنا الرسول / محمد بن عبد الله – في القرءان الكريم.
» الحقيقة المحمدية بالاسلام أو محمد رسول الله
» لا لتأليه محمد نعم لاتباع سنته صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لا اله الا الله الملك الحق المبين*محمد رسول الله الصادق الوعد الأمين :: منتدى التاريخ والأدب :: التاريخ والسير والتراجم-
انتقل الى: