لا لاطلاق الشطحات والا نفعالات .. ونعم للتقيد بالشريعة الاسلامية

لا لاطلاق الشطحات والا نفعالات .. ونعم للتقيد بالشريعة الاسلامية الغراء..
بسم الله الرحمن ارحيم..
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله ..وبعد..
فانه لا يخفى على أي سالك الى الله تعالى انه غالبا ما يعتريه اثناء سيره او ذكره او حضوره وخشوعه..انوار وتجليات وغياب عن الدنيا وما فيها ..بعد غيابه عن نفسه
وجسمه وووووو..فيشعر الانسان في هذه اللحظات المباركة بالحاجة الى التعبير عما قد يشعر به او يعاينه او اواواو..وهنا تأتي الحاجة الى الرجوع الى الله تعالى ..والى شرع الله تعالى..فنحن نعبده ونذكره للتحقق بالعبودية ولذاته تعالى ..( فاذكروني اذكركم..)..ولكن هذا يجب ان لا يجرنا الى مخالفة الشريعة..وارتكاب المخالفات اللفظية..وننسى اننا عبيد لله تعالى..عبيد طائعون..عبيد اذلاء..حتى ولو طار المؤمن بروحه بالهواء ..او شعر انه قد حلق بروحه في السماوات العلا.يبقى هو عبد لله تعالى..يتقيد بشريعة الاسلام العظيمة..واما من شطح فقال : انا من اهوى ومن اهوى انا..او ما في الجبة الا الله ..وما شابه ذلك..فهذه عبارات غير شرعية..وتسيء للتصوف.ولا تلزم الا قائلها ويجب عدم تكرارها كالببغاوات..
وهي تعبر عن حالة ضعف قائلها..ان احسنا الظن به.ولا يتلفظ بها انسان عاقل. صاح ...ورحم الله الشيخ عبد القادر عيسى واسكنه فسيح جنانه فقد كان دائما في حالة تمكين عجيبة..وعباراته والفاظه كانت تتماشى وتتوافق مع الشريعة..الاسلامية..قلبا وقالبا..
واذا كان السادة الصوفية قد صرحوا في مقدمات كتبهم ان عقيدتهم هي مطابقة لعقيدة اهل السنة والجماعة الاشاعرة والطحاوية والماتريدية ..اي كتاب الله تعالى ..وخاصة اياته المحكمات التي هي ام الكتاب ..وسنة الرسول محمد الصحيحة(..انظر كتاب فتوح الغيب للجيلاني ..ورسالة القشيري..واحياء علوم الدين للغزالي.. وحقائق عن التصوف للشيخ عبد القادر عيسى) فهذا يكفي لطرح كل ما ينافي عقيدة اهل السنة والجماعة في كتبهم.او عدم تكرارها كحد ادنى.( فلا حلول واتحاد ولا وحدة وجود..).ولا ما يحزنون ..فالله تعالى ليس كمثله شيء..ومحمد رسول الله هو عبد الله ورسوله..مخلوق ..وهو ليس ابن الله وليس جزء من الله.(وما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل.).صلى الله عليه وسلم . .اما التشدق بالشطحات المخالفة للشريعة في هذا العصر..فلا يفيد الاسلام ولا التصوف بل يقوى اعداء التصوف عليه...والحمد لله فان الرجال تعرف عندنا بالحق وليس العكس..
والرجوع بين حين وآخر الى مراجعة عقيدة اهل السنة والجماعة ضروري جدا للبقاء على الطريق الصحيح للاسلام ولتصحيح بوصلة السير الى االله تعالى..
يا قوم ان الانسان مخلوق حادث..وان روح الانسان هي من امر الله وهي ايضا مخلوقه حادثة..وان الله تعالى ليس روحا ولا هواءا ولا نورا كنور الشمس او الذي تتوهمه العقول او الظنون.لان كل ما يخطر ببالك فالله بخلاف ذلك والعجز عن درك الادراك هو الادراك فما يخص الذات الالهية.. والتفكر في كنه ذات الله تعالى هو شرك والعياذ بالله تعالى. والرسول محمد هو عبد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .فاحذروا يا اولي الالباب0
واما من يكفر الشيخ ابن عربي الان.بسبب شطحاته والمبهم من كلامه .فانه يحكم على جميع اهالي دمشق وعلمائها انهم جاهلون بل ويعظمون الكفار ويبنون لهم اضرحة..يا سادتي ..الاولى ان تتركوا بل ان تهملوا ما يخالف الشرع في الكتب المنسوبة لابن عربي..ولنأخذ ما يوافق الشرع منها.. على اقل تقدير
.ام اننا مجبرون على موافقة المستشرقين الصليبيين وبعض الحاقدين في كل تحليلاتهم وتخريفاتهم..والله شيء عجيب..واصرار على التكفير مريب..والبعض يكفر اكثر من مليار مسلم بسبب زيارة القبور والتوسل بالرسول. صلى الله عليه وسلم .فهل هذا معقول..
ام انه من فعل الشيطان الرجيم..
واني مع الشك الذي يوصل الى اليقين..بمعنى انني عندما اجد عبارات ملغومة ومخالفة للشرع في كتب اي من المتصوفة الكرام رضي الله عنهم ..فاني اشك في نسبتها اليهم..لانه حتى الانسان المسلم العادي لا يمكن ان يتفوه بان اصل المخلوقات وجوهرها هو الله تعالى ..مثلا..فكيف لي ان اصدق ان الشيخ ابن عربي وغيره من الكبار يعتقدون بذالك..حاشا وكلا..لذالك فاني اعرض عن هذه الجمل الغريبة ..وان كانت في كتاب لدي فاني أبادر الى طمسها ومسح معالمها على اضعف تقدير..وان كانت أشعار فاني انظفها من المخالف للشرع الحنيف..وأستبقي المطابق للشريعة..ولا اسيء الظن باحد..والشريعة هي المقياس..وفي كل كتب القوم ما يدل على انهم كانوا على العقيدة الاسلامية الصحيحة..وأركز على هذا الجانب واهمل ما عداه..وادعو غيري للتفكر فيما قلت..
وفي الاسلام يعرف الرجال بالحق ،ولا يعرف الحق بالرجال ابدا..
وحتى الاستاذ محمد سعيد رمضان البوطي – فليس هو المقياس في تصويب واجازة كل ما في كتاب الفصوص للشيخ ابن عربي – مثلا - من كلام وعبارات ملغومة وجمل شاذة ،توحي علنا بعقيدة فاسدة عقيمة ليست هي عقيدة الشيخ محيي الدين ابن عربي رضي الله عنه ...المقياس هو الشريعة ..ثم الشريعة ثم الشريعة
.
وهذا هو فحوى كلام السادة جميع شيوخ التصوف المحققين رضي الله عنهم
ان الذين يصرون على نبش الشطحات والعبارات الحمالة لمعاني مختلفة متناقضة مع عقيدةاهل السنة والجماعة اكثرهم لا يعقلون..
ان الله تعالى سوف يحاسبنا غدا يوم القيامة على اعمالنا وعقائدنا وفقا للقرءان الكريم ووفق الصحيح من احاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .وليس وفق شطحات الشيخ ابن عربي او الشيخ عبد القادرالجيلاني. وسواهم من المشايخ الافاضل .رضي الله عنهم ..
ان الذي يصر على تقصد نبش ونشر المتشابه من كلام المتصوفة الاكارم وغض الطرف عن كلامهم المحكم والصريح بضرورة التقيد بالشريفة الغراء ..
انما هو يمارس دورا تخريبيا تضليليا..حيث انه ينشر اشعار واقوال أمام متصوفة مبتدئين قد لا يفهمون هذه الاشعار الملغومة والاشارات الخاصة جدا – على افتراض صحتها وصحة معانيها....
وهو يعطي بنفس الوقت حجة جيدة جدا وسلاحا فتاكا لاعداء التصوف لمواصلة الهجوم على التصوف الاسلامي من باب وصمه بعقيدة الحلول والاتحاد..متخذا من امثال هؤلاء المتطفلين على التصوف حجة وبرهانا لا يمكن انكاره عند هؤلاء الجهلة..
لقد صرح كبار مشايخ المتصوفة السابقين والحاليين ان عقيدتهم هي مطابقة لعقيدة اهل السنة والجماعة ..وللمذاهب الاسلامية الا ربعة الشافعية والحنبلية والمالكية والحنفية..
وليس امام الكاتب الصوفي الصادق..الا احترام عقيدة المتصوفة ..ونشر ما يوافقها من كلامهم واشعارهم ..والاعراض عن كل ما يخالفها ..وان وجد في امهات كتبهم.. وذلك افضل بكثير من نشر الكلام المبهم والاشارات المثيرة للريبة حاليا وللاشعار المخالفة لعقيدة اهل السنة والجماعة في ظاهرها..ثم يحاول جاهدا الدفاع عنها وتبريرها وشرحها..وربما )يعميها بدلا من ان يكحلها.)..كما يقال ..
واعيد ما كتبت عنه سابقا : كان الله في عون التصوف الاسلامي..فهو بين سندانين.وبين مطرقتين : بين حقد اعدائه أعداءه المزيفين الذين يصفونه بالقبورية والزندقة وهم انما يصفون انفسهم وحالهم الرديء الجاهل دون ان يعلموا00
وبين الجهلة والمتحمسين والادعياء من بعض اهله الذين يصرون على الاوهام والخرافات والظنون وغريب الفنون المتمثلة في بعض الشطحات والتجليات المنثورة هنا وهناك ،ويتعامون عن كلام المتصوفة المحكم وعقيدتهم الاسلامية الصافية واشعارهم المملوءة عبودية لله وذلا وانكسارا لله تعالى..ويحسبون ان ترداد كلام الفناء والصفاء والجبروت والناسوت واللاهوت يجعلهم من اهل الله تعالى وهيهات..ان اهل الله تعالى الان لا يتكلمون كثيرا ..بل يعبدون ويفيدون خلق الله في دينهم ودنياهم..

..ان تكفير الاخر هو سبيل المفلسين..وخاصة عندما يكون ذلك الاخر من الراحلين السابقين الى رحمة الله تعالى..وحسن الظن بالمسلمين عامة هو سبيل المسلم
النبيه..وطالما هناك تأكيد عديدة من الشيخ محيي الدين وعبد القادر الجيلاني وامثالهما رضي الله عنهما ان عقيدتهم هي عقيدة اهل السنة والجماعة..فاننا ملزمون بأخذ كلامهم مأخذ الجد..فلنصرف النظر عن كل ما يشير الى خلاف ذلك لديهم.سواء كان مدسوسا او من الشطحات التي سوف يحاسبهم الله تعالى هم عنها ..ولن يحاسبنا عنها الا اذا ركبنا رأسنا وكررناها بارادتنا..
واما لو كان الشيخ محيي الدين على قيد الحياة - مثلا - لاختلف الوضع...ولذهبت اليه اسأله ماذا يقصد بكذا كلام ..وعندها أحكم له او عليه.
واذا علمنا ان تكفير مشايخ التصوف الاسلامي ورميهم بالحلول والاتحاد والزندقة والقبورية هو شأن بعض المشهورين من الجهلة وكبار المستشرقين الصليبيين الحاقدين واذنابهم من الكتاب المسلمين امثال الراحل عمر فروخ اللبناني..وسواه..نعلم ان هذا الادعاء كاذب ومشبوه جدا في اضعف الاحوال..
وحادثة الافك مشهورة..والظن خيرا بالمسلمين وخصوصا بالاولياء هو ديدن المسلم الفطن.
.
وانا اتسائل لماذا نركز على الشطحات والعبارات الحمالة لمعاني مختلفة من كلام الشيخ عبد القادر الجيلاني ونترك الكلام المحكم والموزون والمطابق للشريعة في ظاهره ودون الحاجة للتأويل والتمحيص..
وهذه نبذه من كلام الشيخ عبد القادر الجيلاني المحكم..رضي الله عنه :
قال في كتاب فتوح الغيب طباعة دار الالباب ..الصفحة 126:الحمد لله الذي كيف الكيف وتنزه عن الكيفية واين الأين وتعزز عن الأينية،ووجد في كل شيء وتنزه عن الظرفية،وحضر عند كل شيء وتعالى عن العندية،فهو اول كل شيء وليس له آخرية.سبحانه وتعالى لا يسبق بقبلية ولا يلحق ببعدية ولا يقاس بمثلية ولا يقرن بشكلية ولا يعاب بزوجية ولا يعرف بجسمية....الى ان يقول :وعقيدتي سنية على اصول مذاهب الحنفية والشافعية والمالكية والحنبلية..
ويقول رضي الله عنه في الصفحة 158:
تقدس ربي عن حلول بقدسه
وحاشاهما بالاتحاد بواقع
ومهما تجد الروح جسما فانها
لتصوير ذاك الجسم في الصور تابع
فمن سبقت لله منه عناية
فغير مكوث في التراب يسارع
فان روفقت بالتزكيات رقت به
الى المركز العالي الذي هو رافع
وان نزول الجسم للخلق في الثرى
سواء فما من بعد ذاك تنازع.
ويقول في الصفحة 162:
فمالي في الاحياء ان عشت صاحب
ومالي حقا اذ اموت مشائع
ولا لي ان حدثتهن محادث
ولا اذ دهاني الخطب فيهم مدافع
كأن لم اكن في الحي ارفع اهله
مكانا وقدري في المكانة رافع
ذللت الى ان خلت اني لم ازل
اذل لهم قدرا فها أنذا خاضع..
...........
.........
واني على تنزيه ربي لقائل
باوصافه عني فحقي صادع.
............
اذا ضاق حالي اشتكيت لخالقي
قدير على تيسير كل عسير
ايظلمني دهري وانت وسيلتي
واشكو من الاسوأ وانت مجيري
........
ولا حامي المملوك الا اميره
فها انا مملوك وانت اميري
...
ولما دهاني الحال واشتد خطبه
شكوت الى رحماك يا رب من ضر
فمن ذا الذي ارجو سواك لفاقتي
وضعفي تداركني بلطفك في الامر ..انتهى نقل ابيات الشيخ الجيلاني.

اقول : نحن بحاجة اكثر من اي وقت مضى لابراز ان جميع مشايخ الصوفية الاكارم..ومنهم الشيخ الجيلاني كانوا عبادا كراما طائعين لله تعالى..لا يتكبرون على عباد الله تعالى ..ولا يدعون الالوهية مع الله تعالى ..فالمعطي والنافع والضار والشافي حقيقة هو الله تعالى .. ومن يدعي الالوهية مع الله تعالى فمصيره جهنم وبئس المصير..وجميع مشايخ الصوفية كانوا يؤكدون انهم عباد لله تعالى ..وان عقيدتهم هي عقيدة اهل السنة والجماعة .
..واذا كانت كراماتهم ثابتة لا ينكرها عاقل..فان الاستقامة على شرع الله هي عين الكرامة..وهذا ما نحن بحاجة لتأكيده بالعصر الحاضر..
والله اعلم00
والحمد لله رب العالمين
..



________________________________________



تمت اعادة النشر بعد تعديل طفيف